responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 98
المقاومة كان مصيره القتل كما أسلفنا من قبل.

ثمّ يمضي الشيخ في منطقه ويقول بعدما عدَّد القتلى ممَّن عدَّهم أفضل من الحسين وأبيه: (ولم يتَّخذ أحدٌ يومَ موتهم مأتماً يفعلون فيه ما يفعله هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين)([116]).

ثمّ يناقض نفسه كعادته: (وأحسن ما يقال، عند ذكر هذه المصائب وأمثالها، ما رواه علي بن الحسين، عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال:

«ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكَّرها وإن تقادم عهدها فيحدث لها استرجاعاً إلاَّ أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب منها»)([117]).

إنَّنا نستعرض كلمات (ابن كثير) لأنَّها أنموذج لحالة التناقض والارتباك التي وقع فيه الكثيرون ممَّن أذهلهم الحدث وعجزوا عن متابعته وقول كلمة الحقّ فيه، ومن أولئك الذين أرادوا استتباب الأمر لبني أميّة وظنّوا أنَّ قضيّة آل البيت قد طويت وانتهت فلمَّا أعلن الحسين ثورته وخطَّ كلمة الحقّ بدمائه على الأرض، وفي السماء بل وفي الكون كلّه، لجأوا مرَّة أخرى إلى الكتمان والتزييف لعلَّ الناس ينسون، ولكن هيهاتَ هيهاتَ.

من يُقيل عثرة الأمّة المنكوبة؟

وهكذا انقضت هذه الجولة ونال كلّ طرف ما يستحقّه، نال الحسين وآل بيته الشهادة التي أرادوها واستحقّوها، فيما نال بنو أميّة ومن والاهم اللعنة الدائمة، والخسران المبين.


[116] البداية والنهاية 8 : 221.

[117] المصدر السابق.

نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست