responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 9
جرى بعد وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من أحداث في السقيفة، وانتهاك القوم لحرمة بيت فاطمة عليها السلام و...، ثمّ تدرَّج في الأحداث التي وقعت بعد تولّي يزيد لأمر الخلافة).

شخصية يزيد بن معاوية

إنَّ شخصية يزيد معروفة وواضحة لمن له أدنى مراجعة لكتب التاريخ، لأنَّ الإنسان مخبوء تحت لسانه، والأقوال المنقولة عن لسان يزيد تكشف بوضوح حقيقة أمره، كما أنَّ يزيد لم يكن من أمثال المنافقين ليخفي سريرته، بل كان يجهر بالفسق والفجور قولاً وعملاً منذ نشأته حتَّى تنصيبه للخلافة، وورد أنَّه قال بعد موت أبيه معاوية وإفضاء الأمر إليه: «قد ولّيت الأمر بعده، ولست أعتذر عن جهل، ولا أشتغل بطلب علم»([2]).

فهو يقرّ بعنجهيته ولهوه وجهله، ويفرض على أمّة الإسلام وجوده ويهدّد من يخالفه بالإرهاب والقتل، ولم يكن ما صدر من يزيد إلاَّ لأنَّ الترف باعد بينه وبين الدين، فجعله شخصية دكتاتورية لا يهمّها سوى إشباع غرائزها وتحقيق نزواتها مهما كلَّف الأمر.

كما أنَّ معاوية كان قد مهَّد له الأجواء والأرضية ليعبث بها كيف ما شاء، فاستغلَّ يزيد هذا الأمر وارتكب ما تهواه نفسه، فكان يزيد يفتقد الحدّ الأدنى من المقوّمات التي تجعله مؤهّلاً لمنصب الخلافة، بحيث أقرَّ بذلك الدعي زياد بن أبيه - وهو من عُرف ببغيه وسوء سريرته - وكتب إلى معاوية بشأن البيعة ليزيد: «ويزيد صاحب رَسْلَة وتهاون، مع ما قد أولع به من الصيد»([3])، ويزيد معروف بالتهوّر وعدم الاتّزان، حيث قال عنه


[2] مروج الذهب 3: 65؛ العقد الفريد 5: 124.

[3] تاريخ الطبري 4: 224 و225؛ تاريخ مدينة دمشق 38: 212؛ الكامل في التاريخ 3: 505.

نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست