نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 86
امتداد الملك، يزيد وليّ عهد
أراد ابن آكلة الأكباد أن يمهِّد
الأمر ليزيد ابنه ليمتدّ الملك في عقبه حتَّى قيام الساعة. ومن يتتبَّع أخبار
الرواة، في هذا الصدد، يجد تبايناً، فمن قائل يقول: إنَّ هذا الأمر كان بمبادرة من
المغيرة بن شعبة ليمدّ له معاوية في ولايته على الكوفة، ومن قائل يقول: إنَّ هذا
كان بأمر من معاوية، واتّفاق مع الضحّاك بن قيس، وما اعتقده أنَّ هذه أمور
واحدة... كلّ المنافقين يعلمون رغبة سيّدهم والكلّ يتبارى في اختيار الأسلوب
الملائم للتنفيذ، ولا بأس بإيراد بعض النماذج التي توضّح طبيعة الملك الأموي
وسياسته:
أوفد المغيرة بن شعبة عشرة من شيعة بني أميّة إلى
معاوية، ليطالبوا ببيعة يزيد، وعليهم موسى بن المغيرة، فقال معاوية: لا تعجلوا
بإظهار هذا، وكونوا على رأيكم، ثمّ قال لموسى: بكم اشترى أبوك هؤلاء من دينهم،
قال: بثلاثين ألفاً، قال: لقد هان عليهم دينهم([98]).
لمَّا اجتمعت عند معاوية وفود الأمصار بدمشق، بإحضار
منه، دعا الضحّاك بن قيس، فقال له: إذا جلستُ على المنبر، وفرغتُ من بعض موعظتي
وكلامي، فاستأذني للقيام، فإذا أذنت لك، فأحمد الله تعالى، واذكر يزيد، وقل فيه
الذي يحقّ له عليك، من حسن الثناء عليه، ثمّ اُدعني إلى توليته من بعدي، فإنّي قد
رأيتُ وأجمعتُ على توليته، فاسأل الله في ذلك، وفي غيره الخيرة وحسن القضاء. ثمّ
دعا عدّة رجال فأمرهم أن يقوموا إذا فرغ الضحّاك، وأن يصدّقوا قوله، ويدعو إلى
يزيد.
ثمّ خطب معاوية
فتكلَّم القوم بعده على ما يروقه من الدعوة إلى يزيد فقال معاوية: أين الأحنف؟
فأجابه، قال: ألا تتكلَّم؟ فقام الأحنف، فحمد الله