نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 29
وورد
عن عائشة: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عثمان بن مظعون - وهو ميّت
- فكشف عن وجهه، ثمّ أكبَّ عليه فقبَّله وبكى، حتَّى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه([36]).
وورد أيضاً أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم بكى على
غيره من الصحابة([37]).
وفي الحقيقة أنَّ شبهة حرمة البكاء على الميّت قد نشأت
ممَّا ورد عن عمر وابنه عبد الله!
فقد ورد في صحيح مسلم عن عبد الله: أنَّ حفصة بكت على
عمر، فقال: مهلاً يا بنيّة! ألم تعلمي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: «إنَّ الميّت يعذَّب ببكاء أهله عليه»([38]).
وعن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قال:
«الميّت يعذَّب في قبره بما نيح عليه»([39]).
والجدير بالذكر أنَّ عائشة استدركت على عمر وابنه
لمَّا بلغها من مقالتهما، فقالت:
«إنَّكم تحدّثوني عن غير كاذبين ولا مكذّبين، ولكن
السمع يخطئ»([40]).
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ذكر عند عائشة قول
ابن عمر: الميّت يعذَّب ببكاء أهله عليه، فقالت: رحم الله أبا عبد الرحمن، سمع
شيئاً فلم يحفظه، إنَّما مرَّت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنازة