نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 281
عاشوراء
والمناسبات الدينية الحزينة لآل البيت عليهم السلام، وبأنَّهم يعدّون هذه الأيّام أيّام
حزن، ويقومون ببعض الشعائر الدينية للتعبير عن حزنهم.
تفهَّم (هاريداس) الوضع ولم يعد يسأل في السنوات
الأخرى، وفي يوم من الأيّام قال له أحد التجّار الشيعة: يمكننا أن نرسل لك بعض
الأكل من الحسينية للتبرّك إذا أردت، فهو طبعاً لم يكن يؤمن بعقائد المسلمين ولم
يعرف شيئاً عن الشيعة غير ما قيل له عندما سأل أصحابه في السوق عن سبب إغلاقهم
لمحلاّتهم، ولكنَّه رحَّب بالعرض وفرح.
ومن ذلك اليوم كانوا يرسلون له الأكل في كلّ عاشوراء
وبعض المناسبات الأخرى، وكان يشكرهم عندما يرجعون إلى تجارتهم ويذكّرهم بأن لا ينسوه
في المناسبات القادمة.
وفي عاشوراء من سنة (1997) ميلادية عندما أرسلوا له
الطعام تفاجأوا بأنَّ محلّه كان مغلقاً، وفي اليوم التالي أيضاً كان مغلقاً، وقال
صاحبه الشيعي (جاويد) الذي يرسل له الطعام: لا بأس سنرى ما به بعد انقضاء مناسبة
عاشوراء، حيث لم يكن يعلم شيئاً عن محلّ إقامته سوى أنَّه يبعد عن السوق بحوالي
ساعة بالسيّارة.
وبعد انقضاء عاشوراء رجع التجّار إلى محلاّتهم وهو ما زال
غائباً ولم يفتح دكّانه، فقرَّر (جاويد) الشيعي أن يزوره في بيته للتعرّف على سبب
تغيّبه عن السوق، وبعد السؤال والبحث الطويل عرف أين يسكن فأخذ معه أحد التجّار
الآخرين وانطلقوا باتّجاه الحيّ الذي يسكنه وأخيراً وجدوا منزله، واستأذنوا للدخول
فقالت زوجته: تفضَّلوا فهو مريض ومستلق في الفراش لأنَّ الطبيب نصحه بالراحة وقد
تناول قبل قليل بعض الأدوية،
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 281