نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 126
بيتي،
ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً»([123]).
في ضوء هذا الحديث الصحيح والمستفيض عند الفريقين يشير
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى ثلاث نقاط مهمّة وهي:
الأولى: أنَّ أهل البيت عليهم
السلام والقرآن قرينان لن يفترقا ولا يمكن لغيرهم أن ينالوا هذه المرتبة الرفيعة،
وهذا دليل صريح جاء على لسان الرسول الأكرم على أنَّه كما أنَّ القرآن حجّة على
الناس، فإنَّ أهل البيت حجج كذلك على الناس.
الثاني: الدعوة إلى
التمسّك بهم عليهم السلام والحثّ على اتّباعهم في كلّ أمورنا.
الثالث: من اتَّبعهم
فإنَّه لن يضلّ أبداً، حيث نفى صلى الله عليه وآله وسلم الضلال والظلام على كلّ من
اتَّبعهم إلى الأبد.
والذي أريد أن أبيّنه هو أنَّ ما انطوى عليه هذا
الحديث الشريف من نكات قد شعرنا به في أوّل استبصارنا، ونحن نجهل الحديث من أصله،
وهذا خير دليل على أنَّ كلام الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إنَّما جاء
لإثارة دفائن العقول وإحيائها، وأنَّ الولاء لأهل البيت عليهم السلام مرتكز في
النفوس والقلوب، وابتعادنا عنهم إنَّما كان نتيجة جهلنا بهم لا غير.
سؤال: هل وجدت أسوتك في
مذهب أهل البيت عليهم السلام؟
جواب: إنَّ الإنسان،
مهما كانت طبيعته، يميل بطبعه إلى المحسوسات، ولهذا السبب نجده يبحث دائماً عن أنموذج
حيّ يتأثَّر ويقتدي
[123] حديث متواتر
روته الخاصّة والعامّة بألفاظ مختلفة، قد مرَّ تخريجاته.
نام کتاب : نفحات الهداية: مستبصرون ببركة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : إعداد ياسر الصالحي جلد : 1 صفحه : 126