فالأزمة هي لحظة حرجة وحاسمة تتعلق بمصير الكيان الإداري الذي أصيب بها، مشكّلة بذلك صعوبة حادة أمام متخذ القرار
تجعله في حيرة بالغة.

فالأزمة بهذا المفهوم تأخذ بعدين أساسين هما:

البعد الأول: بعد الرعب الناجم عن التهديد الخطير للمصالح والأهداف الجوهرية الحالية والمستقبلية الخاصة بالكيان الإداري وما يترتب عليه من هلع وخوف وتوتر وقلق يفتح الباب لمزيد من الهواجس والشكوك والاحتمالات المتعارضة على نطاق واسع نتيجة اتساع نطاق المجهول وتصاعد أحداث الأزمة.

البعد الثاني: بعد الزمن الناجم عن الوقت المحدود المتاح أمام مديري الأزمات لاتخاذ قرار سريع، وصائب، ولا يتضمن أي خطأ، لأنه لن يكون هناك وقت أو مجال للتأخير أو لإصلاح الخطأ، لنشوء أزمات جديدة أشد وأصعب من الأولى قد تقضي على الكيان الإداري ذاته ولا تبقي على أي أعمدة أو قواعد تكفل له الاستمرار والتجدد من جديد... فالأزمة سريعة متلاحقة عندما تنفجر أحداثها، ويفقد الجميع بما فيهم صانعوها القدرة على السيطرة عليها، أو على تحديد اتجاهها، فتصبح كالتيارات تجتاح الغابة المتشابكة في ظل تيارات هوائية متعارضة، أو كفيضان نهر اجتام مسد من السدود انهار فأصبحت المياه أكثر قوة واندفاعاً...

وللأزمة بهذا المنطق خصائص أساسية هي:

(أ) المفاجأة العنيفة عند انفجارها واستقطابها لكل الاهتمام