responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 49
الطرف الآخر، وممارسة الجدل للجدل، فتلك غاية سيئة، والحوار حينئذ عقيم غير منتج.

ولعل هذا النوع من الجدل، الذي ينطلق من ذات متضخمة، تستهدف الغلبة بأي وسيلة وثمن هو ما تشير إليه الآية الكريمة في قوله تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ)

وتطلق النصوص الدينية على هذا النوع من الحوار والجدل مصطلح (المراء)، وتحذر الأحاديث والروايات، من انتهاج مسلك (المراء) بأن يجادل الإنسان من أجل الغلبة لا من أجل غاية صالحة، حتى وإن كان ما يجادل حوله حقا.

أخلاقيات الحوار

لماذا تصاب أكثر الحوارات في مجتمعاتنا بالفشل؟ وتصل إلى طريق مسدود؟.

ولماذا تنتهي إلى نتائج سلبية غالبا، فتزيد الغموض في موضوع الحوار، وتوسع شقة الخلاف بين المتحاورين؟.

في المجتمعات المتقدمة يتحدثون عن فاعلية الحوار لديهم،بحيث تحول إلى منهج حياة، وأسلوب معالجة للمشاكل والخلافات، ووسيلة إثراء للفكر والمعرفة، فلماذا يؤدي الحوار عندنا دورا عكسيا؟.

لقد لاحظ هذه المفارقة أكثر من باحث وكاتب، يقول الأستاذ راشد الغنوشي: إن من الملفت للنظر أن يجري الحوار بين غير المسلمين فيتحقق التعاون، ويتوحد الصف، بينما يصبح الحوار بين جماعات المؤمنين أكثر صعوبة، وأقل جدوى، وذلك مظهر التخلف.

نام کتاب : رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست