responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 97
ريادياً في المجتمع، خاصة إذا كان مرشداً لطريقة باطنية مثل: أحمد خانقة، مرشد النقشبندية في كركوك، فقد كانت له منزلة عليا في أوساط الأكراد([175]). وهكذا، احتلت طبقة السادة الأشراف موقعاً متميزاً في الوسط الاجتماعي العراقي، كما لسدنة الروضات المباركة، والمشرفين على الأوقاف العامة، مكانة مرموقة في الأوساط الشعبية. ولموقعهم المؤثر هذا، كانوا يفرضون احترامهم داخل الأوساط العلمائية والقيادية منها أيضاً. إلا أن هذا الموقع المتميز الذي حصل عليه بعضهم عن طريق الوراثة، لم يسعوا لحفظه بالشكل الذي يمكن توظيفه في تطور الوعي الإسلامي، ليكونوا الحلقة الوسطى - إلى جانب المثقفين الإسلاميين، والخطباء ووكلاء العلماء المراجع - بين القادة وعموم الناس - كما هو الطموح - يقول: جعفر آل محبوبة: «السدانة شبه حكومة استبدادية، يتوارثها الأبناء عن الآباء، مرة تضم معها النقابة، وذلك إذا كان السادن علوياً كما وقع في أكثر العصور الغابرة، ويكون النقيب السادن هو الحاكم المطلق في البلد. وآونة يتقلد النقابة، العلوي فيكون هو الحاكم في البلد، وينفرد السادن بالسدانة، كما هي على هذا السير في بعض الأزمنة فتقتصر سيطرة السادن على الشؤون الخاصة الراجعة إلى الحرم.. حتى صارت النقابة من قبيل الوسام الذي تمنحه الحكومة (العثمانية) لشريف من السادات ولم يكن في يده أقل سلطة أو زعامة»([176]).

الدور السياسي والأمني للمؤسسات الدينيةوالاجتماعية

على ضوء ما تقدم يلاحظ في المدن الرئيسية الثلاث: بغداد، الموصل، البصرة، أن الدور السياسي والحركي للعلماء والأعيان المسلمين السنة كان محدوداً إذا ما قيس بالإمكانيات المتاحة لديهم. والذي يذكر في هذا الصدد، أن نفوذهم الاقتصادي كان كبيراً حتى في المناطق ذات الأغلبية الشيعية. ففي البصرة - مثلاً - كان الملاّكون، وأصحاب الأراضي كلّهم من السنّة باستثناء واحد فقط من الشيعة. وكانوا هم الأكثر نفوذاً في البلد، بينما كان المزارعون - في أكثريتهم الساحقة - من الشيعة، وكان الاستثناء هو شيخ المحمّرة. وهكذا في المناطق الجنوبية الأخرى، كان العنصر السُّني الذي شكّل أقلية دوماً، متفوقاً اجتماعياً واقتصادياً. ففي مدينة الحلة - مثلاً - كان الشيخ (هزاع بن المحيميد) شيخ المعامرة وهي فرع من


[175] بطاطو: حنا: مرجع سابق،ص188،

[176] آل محبوبة، جعفر الشيخ باقر: ماضي النجف وحاضرها، ط2، بيروت (1406هـ،1986م) ج1، ص258-259.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست