وكانت تمتاز عائلة النقيب بالسيطرة على أملاك
وقف واسعة، فهم يعودون إلى السيد أحمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية. أما عائلة
السعدون، فقد اشتهرت في المنتفك، حيث كان رجالها حكّاماً سابقين لاتحاد
المنتفكالعشائري.
أما في
الوسط الشيعي فللسادة الأشراف منزلة خاصة، تتميز بالاحترام الكبير والتقدير الهائل
لأنهم يحملون شرف الانتساب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام،
خاصةً لو أصبح السيد عالم دين ومن رجال الإصلاح والهدى. هذه المنزلة محفوظة في
المدن المقدسة وفي أوساط العشائر أيضاً وربما بشكلٍ أوضح. فانتسابهم إلى النبي
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عبر أحد أحفاده يمكّنهم من تصدر الوجاهة
الاجتماعية، بالإضافة إلى نمو الثروة لديهم -أحياناً - ففي المدن المقدسة كانت لهم
الصدارة في المجتمع، وكذلك الإدارة في شؤون الأوقاف، كإدارة المقامات المشرفة،
ومما يصطلح بالسدانة و(الكليدارية)([171])
للمقامات والأضرحة الكريمة، فمنذ أيام الصفويين في القرن السادس عشر، كانت عائلة
النقيب في كربلاء هي المشرفة على ضريح الإمام الحسين. وإن الرفاعيين في النجف
كانـت لهـم السـدانـة لضريـح الإمـام علي عليه السلام([172]).
[171] سادن الروضة هو لقب
المحافظ على المقام، والكليدار هو اللقب الرسميله.
[172] بطاطو، حنا: المرجع
السابق، ص187، 191، 192. وعائلة النقيب في كربلاء تنتسب إلى الإمام موسى بن جعفر
الكاظم وهو الإمام السابع للشيعة الإمامية. وتولت عائلة النقيب عدة مناصب هامة في
المدينة، كنقابة الأشراف، وسدانة الروضة الحسينية، ورئاسة البلدية، كما وأن فيهم
رجال علم وفضل، وقد تولت عائلة السادة آل طعمة النقابة والسدانة أيضاً، وكان يحمل
بـعـض أعلامهـم لقـب (الكليـدار) كـالسيـد عبـد الحسيـن الكليـدار آل طعمـة، سـادن
الروضـة الحسينية المتوفى عام 1380هـ، راجع: آل طعمة، سلمان هادي: تراث كربلاء،
طبع بيروت، ط2 (1403هـ،1983م) ص146-152.