إلى حضرة الأجل الحاكم الملكي في العراق عمّت معدلته بعد تقديم الاحتراماتاللائقة..

أبدي أنكم قد عرفتم وجربتم، في هذه المدة الطويلة التي حدثت فيها هذه المظاهرات والاجتماعات: إن أهل العراق سالكون سبيل السلم والهدوء والسكون، ويطالبون بما يريدون في حقوقهم، حسب مواعيدكم من أول الأمر، وبموجبها تقرّر لدى الدول المعظمة من حرية الشعوب. وكان طلبهم على وجه المعقول المشروع خالياً من القلق والمشاغبات خالصاً من إثارة أي فتنة أو فساد، وذلك بمقتضى سجيتهم ومتانة عقولهم وسلامة فطرتهم ونُصح عقلائهم، مؤكداً كل ذلك بما برز قولاً وكَتْبا كِراراً ومراراً من آية الله الشيرازي دامت بركاته ومن بقية العلماء الأعلام من إيجاب السكون العام عليهم وإلزامهم بترك كل ما فيه الإخلال بالأمن، لهذا أفتينا بوجوب السكون وحرمة الثورة والفساد. وقد برهنوا في حركتهم ومظاهراتهم المتواصلة على تمسكهم بالنظام والقانون والانقياد لفتاوى العلماء. إلا أنه بلغنا خبر عجيب كان يصعب علينا تصديقه حتى تحقق من القبض على نجل آية الله الشيرازي وجماعة من أهالي كربلاء والحلة، ولا ذنب لهم إلا مطالبة ما يطالبه إخوانهم، ومس كرامة كل الروحانيين. وتأذى من هذه الجسارة كل المسلمين، وعن قريب يعمّ كل أهالي إيران والهند والقفقاس، وكل بلدة وقصبة يسكنها المسلمون. وهذا عمل هادم لكل ما بنت فيه من قديم الزمان أولياء الدولة الفخيمة من إشاعة العدل والإنصاف. وهو يورث سوء الظن جميع الأمم في الحكومة البريطانية وبالجملة فقد تشوشت الأفكار، وتبدلت الظنون، ويكاد يؤدي إلى الإخلال بالنظام الذي تريدون حفظه. وأرى أنّ الأصلح أن تأمر بفكّهم سريعاً قبل أن ينجر لما يخرج علاجه عن مقدرتنا. ولا أدري كيف خفي عليكم هذا الأمر غير المناسب لهذا الوقت والزمان. وأنتظر الجواب سريعاً إن شاءالله.

شيخ الشريعة الاصفهاني

* * *

ملحق رقم (20)

جواب الحاكم الملكي العام في 16 شوال 1338هـ الموافق 2 تموز1920م

إلى جناب عمدة العلماء وقدوة الفضلاء العظام حجة الإسلام آية الله في الأنام حضرة الشيخ فتح الله شيخ الشريعة الاصفهاني دام بقاؤهالعالي.

رداً على تلغرافكم المؤرخ 8 شوال 1338هـ المرسل إلى دولة القائد العام لجيوش