يا سمو ولي العهد، لا شك في أنكم جاهدتم في سبيل الأمة العربية جهاداً، قدّره حق قدره كل عربي أضيم، فالشعب العربي في كل أنحاء المعمورة مدين لكم بتفاديكم العجيب، لإنقاذكم إياه من شِراك الظلم والاستبعاد، ومخالب العتووالاستبداد.

يا سمو ولي العهد: إن القطر العراقي كسائر الأقطار العربية التي بايعت جلالة الملك أبيكم، وأزيدكم إنه لأكثر تحمساً في سبيل الاستقلال التام، وأشد نعرة قومية، وأقرب إلى الوحدة العربية، وذلك لأنه مسكون بشعب عربي بحت ليس فيه دخيل يُخشى شرّه، وها هو اليوم ينتظر بفروغ الصبر أن يسمع صدى دفاعكم عنه، فقد أكله الظلم، ونخر عظامه الاستبداد.

ولا يُخفى على سموكم ما لاقاه العراقيون منذ بدء الاحتلال إلى هذا اليوم من المصائب العظيمة، والخطوب الجسمية، وتحملوا من المظالم والاعتسافات في سبيل انتخاب أحد أخويكم الأمرين عبد الله وزيد ما لا يمكن سرده لكم، ولا ريب في أنكم تدركون أن موقف العراقيين إزاء الحكومة المحتلة موقف ملؤه المخاوف والأخطار، لذلك يصعب عليهم مباشرة رفع أصواتهم إلى مؤتمر الصلح وعصبة الأمم وإلى الصحافة الحرة والحكومات الديمقراطية. ومن أجل ذلك كله فقد انتدب أبي حضرة الفاضل الشيخ محمد باقر الشبيبي ليفيدكم عما ينبغي عمله بالفعل لإنقاذ هذه البلاد الطاهرة التي عاث فيها أعداء الإسلام فساداً، وضيّقوا الخناق على إخوانكم الذين أبكاهم التحكم الغريب، والظلم العجيب. ومن جرّاء أفاعيل حكومة الاحتلال التي اعتدت ظلماً وعدواناً على الأماكن المقدسة مقامات أجدادكم الطاهرين، وأهانت مراكز العلماء الروحانيين، صمم أبي وجماعة العلماء الأعلام على مغادرة هذه البلاد إلى بلاد فارس، فقد كبر عليه أن يرى تحقير المسلمين وازدراءهم من أعدائهم. نعم كبر عليه أن يرى الأعلام الصليبية تخفق على البلاد العربية، فالله الله في العراق وانتشاله من مهاوي الحيفوالجور.

والسلام عليكم ودوموامؤيدين.

الأحقر محمد رضا نجل آية الله الحائري

* * *

ملحق رقم (13)

رسالة الشيخ الشيرازي وشيخ الشريعة إلى الرئيس الأمريكي ولسن، بمناسبة انعقاد مؤتمر باريس([1595])، يطلبان فيها مساندته في دعم العراقيين بإقامة دولة عربية مستقلة