الدينية في المواليد
والوفيات وخاصة إحياء شهر رمضان المبارك وأيام عاشوراء، فقد كتب لهم رسالة في
العبادات باللغة التركية السائدة هناك. وبنى لهم مساجد ومكتبات وحسينيات كمراكز
للتربية الإسلامية ونشر الوعي الإيماني([1452]).
علماً بأن
هذه المشاريع التربوية والإنسانية شملت شتى أنحاء العراق حتى أنها دخلت بعض
الأماكن الحساسة (كالحبّانية) فكان موقف السيد الاصفهاني يتجسد برفع راية المبادرة
وتشجيع المؤمنين على الاستمرار في الدعم، فأنشأ في الحبانية حسينية لإقامة البرامج
الدينية ودروس في تفسير القرآن الكريم، وذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام كما
وعيّن وكيلاً عنه ليباشر تلك المهام([1453]).
بالإضافة إلى نشاطات السيد الاصفهاني المكثفة لتطوير الحوزة الدينية في النجف
الأشرف مادةً وأسلوباً، كما ورعى طلبة العلوم الدينية رعاية أبوية متميزة، فكان
حريصاً كل الحرص على تماسكهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً، وذلك ليشقّوا طريقهم
العلمي والتربوي بثقة ونجاح، إما عن طريقهِ مباشرة أو عن طريق وكلائه المعتمدين([1454]).
ومع كل هذا الاندفاع نحو العمل الثقافي والتربوي لا يمكننا القول بأن الإسلاميين
قد انكفؤا تماماً عن العمل السياسي - كما يذهب لذلك بعض الباحثين-([1455]).
وإنما صرفوا معظم طاقاتهم وإمكانياتهم نحو العمل الثقافي، أي وضعوا رسالة التغيير
الثقافي على رأس قائمة الأولويات، وذلك لاعتبارات المرحلة التي