للمرجع هم المتخرجون من الحوزات الدينية،
والمعتمدون من قبل المرجع في إقامة المهام الدينية والإصلاحية والاجتماعية نيابة
عنه، ويذكر أن السيد الاصفهاني آعتنى بتربية وإعداد الوكلاء عناية فائقة، وقد وسّع
شبكة وكلائه لتشمل بعض الوجهاء الملتزمين والتجار المتدينين من غير طلبة العلوم
الدينية، وهذه التوسعة تعتبر في غاية الأهمية في الأوساط العامة، وكذلك منح وكالته
للثقاة من غير طلابه والملازمين لدروسه، فقد وصل عددهم زهاء أربعة آلاف وكيل في
شتى أنحاء الدنيا([1449]).
بينما كانت الساحة العراقية تعاني في حينها من قلة الوكلاء والخطباء والمربّين
والموجهين الدينيين، حتى في المدن الرئيسية، ناهيك عن القرى والأرياف والمناطق
النائية، فإنها كانت بشكلٍ عام «تشكو من غياب العلماء وافتقادهم، ولذلك كان الجهل
الديني يتفشّى فيهم بشكلٍ مريع، ولم يكونوا يعرفون ألف باء الإسلام، أو الأحكام
الأولية منه، ما عدا بعض القصص التاريخية المتعلقة ببطولة الإمام علي بن أبي
طالبعليه السلام والإمام الحسين الشهيد عليه السلام فحسب. وقد سبب هذا
الفراغ الديني من العلماء إلى أن تفقد الجماهير الشيعية صلتها الوثيقة بالمرجع،
وتوثق علاقتها بالمقابل برئيس العشيرة أو شيخ المحلة، وبالتالي تخضع لعلاقاته
واتجاهاته السياسية»([1450])،
فكانت منهجية السيد الاصفهاني تهدف إلى توثيق العلاقة المصيرية بالمرجعية الدينية
عبر الوكلاءوالمربين.
ومن
الإنجازات العصرية المهمة التي أرسى دعائمها السيد الاصفهاني في هذا الاتجاه،
مباشرته بتأسيس مدارس إسلامية حديثة على غرار المدارس الحكومية، تعنى بتربية الجيل
الصاعد تربية إسلامية واعية، ويعدّ هذا الإجراء العملي إجراءاً مضاداً لخطوات
السلطة في تأسيس المدارس الحكومية. وهكذا تمّ تأسيس «مدارس الإمام الجواد في بغداد
والكاظمية، ومدارس منتدى النشر في النجف الأشرف، وبعض المدارس الأخرى في البصرة
وكربلاء وغيرها من المدن العراقية»([1451]).
ففي مدينة
كركوك - مثلاً - شجع السيد الاصفهاني، الشيعة هناك للدخول في سلك طلبة العلوم
الدينية، وكذلك دفعهم باتجاه إقامة الاحتفالات