طريقهم للهجرة، فتظاهر
عدد من العلماء ومجاميع من الناس المؤيدة لهم في كربلاء، إلا أن السلطات اعتقلت
تسعة من كبار العلماء في كربلاء، في مقدمتهم السيد أبو الحسن الاصفهاني، والميرزا
حسين النائيني، والشيخ جواد الجواهري، والسيد عبد الحسين الطباطبائي، ومهدي
الخراساني، وحسن الطباطبائي بصحبة خمسة وعشرين عالماً آخر، وقد تم تسفيرهم في 1
تموز 1923م الموافق 18 ذي القعدة 1341هـ إلى إيران عن طريق خانقين([1332]).
وفي الحلة اعتقلت السلطات الشيخ محمد سماكه وكيل العلماء الكبار هناك، لقيادته
مظاهرة احتجاجية على نفي العلماء المجتهدين، وذلك في 2 تموز 1923م، وتمّ إبعاده
إلى بغداد([1333]).
هذه الإجراءات الشديدة التي اندفع عبد المحسن السعدون لتنفيذها، كانت قد
رسمتها له دار الاعتماد البريطاني منذ البداية ففي بيانه الوزاري - المار الذكر -
تضمّن تلويحاً خاصاً على معاقبة من ينشرون الفتاوى بموجب المواد 64، 65، 66 من
قانون الانتخابات([1334]). فتم بموجبها «إخراج علماء الدين
من العراق، وإبعادهم إلى خارج البلاد وعلى رأسهم الشيخ مهدي الخالصي، ومع أن إلقاء
القبض على الشيخ كان يحمل معه مخاطر الهياج الجماهيري، إلا أن الحكومة دبرت خطة
تتماشى بها مع الخطر المحتمل..»([1335])، فقد استعرض
السعدون قواته في ساحات وشوارع الكاظمية تحسباً لردة فعل شعبية، وبذلك أضاف جواً
إرهابياً مباشراً في الساحة، وما اكتفى بإرهاب الكاظمية، وإنما كان قد عمّم الحالة
الإرهابية إلى أوساط العشائر - مبكراً-، وذلك لتطويق نشاطاتها، وتحجيم معارضتها
فهي تعتبر العمق الاجتماعي والاقتصادي