طالبت
الأولى الملك برفض الانتداب، وإعلان بريطانيا إلغاءه رسمياً، وإسقاط أية وزارة
تصدّق معاهدة لا يرتضيها الشعب.. وإطلاق حرية الصحافة. وقد طالبت البرقية المرسلة
إلى المندوب السامي برفض الانتداب رسمياً، وعدم مراجعة حكومة العراق لوزارة
المستعمرات، بل لوزارة الخارجية، ومنع تدخل ممثلي أية سلطة أجنبية»([1240]).
وفي النجف الأشرف، وبمناسبة ذكرى عيد الغدير في 18 ذي
الحجة، اجتمع بالعلماء عدد من رؤساء العشائر، ووجهاء المدن، وعدد كبير من
الزائرين، وكان الظرف حساساً، نتيجة تطور الأوضاع في بغداد، فأحست السلطة بخطورة
الموقف فبعثت قوة كبيرة من الشرطة لمراقبة الأحداث والسيطرة على المستجدات
المحتملة، وكذلك بعثت السلطة محافظ كربلاء عبد العزيز القصاب ليراقب بنفسه
التطورات المرتقبة. وقد وصل محافظ الحلة أيضاً وقائممقام الشامية وأبو صخير وبعض
موظفي الحكومة من الحلة، للغاية ذاتها. وكان يلوح في الآفاق أمام أنظار السلطة
وضعاً خطيراً فاتخذت هذه الإجراءات لغرض التواجد الفعلي في الساحة خوفاً من خطورة
تطور الموقف الذي قد يؤدي إلى انفجار ثورة على غرار ثورة العشرين([1241]).
بينما كانت المعارضة الإسلامية - على رأسها العلماء - مستمرة في التأكيد على
مطاليبها بالطرق السلمية، ففي مساء 11 آب ليلة عيد الغدير اجتمع الأعيان ورؤساء
العشائر بالمرجع الأعلى السيد أبو الحسن الاصفهاني، في داره، فبعث على محافظ
كربلاء ليحضر أيضاً، فحضر وكان من الحاضرين عبد الواحد الحاج سكر، ومحسن أبو طبيخ،
وعبادي الحسين، وعلوان الياسري، وشعلان أبو الجون، وقاطع العوّادي. وقد افتتح
المؤتمر الإمام أبو الحسن الاصفهاني مطالباً رفع ضغوط المستشارين البريطانيين في
المناطق عن الأهالي، وذلك ليمارسوا حقهم المشروع في المعارضة السلمية، وأن يعلنوا
عن مطلبهم الوطني والديني في نيل الاستقلال التام للعراق. وفي نهاية هذا المؤتمر
المهم رفعت مذكرة