ومهمتها التعرف على القادمين وتعيين محل سكناهم وتمهيد
طريق إيصالهم إلى الاجتماعات»([1184]).
وقد قررت
اللجنة في اجتماعها، موعد الانطلاق إلى كربلاء يوم التاسع من شهر شعبان 1340هـ، 7
نيسان 1922م. كما وحدّد المجتمعون - أعضاء اللجنة - برنامج المؤتمر وهدفه الأساس([1185])،
الذي يدور حول الاعتداءات الأخيرة على عشائر العراق، وأكدوا على أن قرارات المؤتمر
تعتبر نافذة على المسلمين بعد إمضاء المرجعية الدينية العليا عليها. ثم آتفقوا على
أن يكون مكان انعقاد المؤتمر في دار الإمام الشيرازي الراحل، وأشاروا أيضاً إلى أن
المؤتمر يؤيد سياسة فيصل في صد العدوان. ولقد استجابت الشخصيات الدينية والعشائرية
عموماً وأعيان المدن والوجهاء من مختلف مناطق العراق للدعوة والحضور، إلا أن قبائل
الدليم أبرقت بعدم حضورها للمؤتمـر، لأنهـا تعتـبر هـذه الأمـور مـن اختصـاص
الحكومة [!]([1186]).
ويذكر
الحسني بأن الشيخ الخالصي حينما وصل إلى بغداد استقبل استقبالاً حافلاً وانضم إلى
موكبه عدد كبير من البغداديين، وقد ضجت كربلاء بالحشود المتجمهرة، والتي قدرت بنحو
مائتي ألف شخص([1187])،
وقد نزل الإمام الخالصي بعد زيارته للإمام الحسين والعباس (عليهما السلام)، في دار
الإمام الشيرازي - القائد الراحل([1188]).
وحضر المؤتمر رؤساء القبائل وعلماء الدين السُّنة والشيعة، كما وأصدر عدد
من علماء المسلمين السنة بيانات وفتاوى تؤيد المؤتمر وتستنكر اعتداء الوهابيين على
المسلمين. وهكذا تحققت الوحدة الإسلامية من خلال مؤتمر كربلاء، وقد تفاعل علماء
السنة مع هذا الحدث بشكلٍ جدّي، ففي بغداد اجتمع عدد منهم في تكية الخالدية لبحث
هجوم الإخوان والموقف المطلوب وذلك في 5 نيسان 1922م. الموافق 8 شعبان 1340هـ وكان
الشيخ عبد الوهاب النائب هو المتحدث في الاجتماع. وبعد التداول استقر رأي
المجتمعين