responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 409
السامي والمستشارين البريطانيين في الوزارات والإدارات. وكان لابد من مقدمات ضرورية - حسب المنطق السياسي - لكي يتسنى للمشروع أن يأخذ طريقه من خلال تلك المقدمات وبالفعل «استطاع (كوكس) عن طريق الرشاوى والوعود أن يتفق مع المجموعات الإقطاعية المتنفذة وكذلك مع الفئة العليا من البرجوازية والملاّك الذين أثار خوفهم اتساع حركة التحرر التي بدأت حتى ذلك الوقت، تتخذ بالتدرج طابعاً اجتماعاً. وهكذا تمكن الإنكليز من تجريد الثورة من قياداتها [واجهاتها الاجتماعية والسياسية بنسبة معينة]. إن الإقطاعيين العراقيين المتنفذين وكذلك ممثلي الفئات الموسرة من برجوازية المدن الذين شاركوا في الثورة كانوا يسعون لتحقيق هدف واحد هو الضغط على الإنكليز لكي يحصلوا منهم على أكثر ما يمكن من الامتيازات ولقد حققوا هذا الهدف، وذلك أن الإنكليز وعدوهم بإجراء بعض التنازلات وإنشاء مؤسسات إدارية محلية يشاركون فيها. ولذلك فإنهم لم يكونوا يرغبون بأن تتطور الثورة إلى أكثر من ذلك، ليس هذا فحسب وإنما أظهروا رغبتهم بمساعدة الإنكليز في إخمادها»([1014]). في هذا المجال تطالعنا جريدة الاستقلال النجفية بقولها: «..ومن يمعن النظر في التبدلات التي حصلت حديثاً في الإدارة الملكية في بغداد، كعزل (ويلسن) واستلام (كوكس).. واستبدال الموظفين الإنكليز الملكيين بموظفين عراقيين وجعل اللغة العربية لغة الحكومة الرسمية، يتوسم الخير في سياسة (كوكس) الجديدة، ويرى من خلالها حسن العاقبة. على أن واجب الأمة العراقية الناهضة لأخذ حقوقها المغصوبة واسترجاع مجدها السالف أن تبدي نشاطها وتعمل بهمةٍ للاستيلاء على المواقع المعتقل فيها الجند الاحتلالي..»([1015]). هذا وقد كان بعض المتصدين في الساحة العراقية ينظرون إلى (كوكس) نظرة إعجاب لحكمته وإدارته، مثل نقيب الاشراف عبد الرحمن الكيلاني، فقد صرح بذلك للمس بيل بقوله: «خاتون، هناك ألف ومائة رجل في إنكلترا بوسعهم أن يشغلوا منصب السفارة في إيران، لكنه ليس هناك من يليق للعراق سوى (السير برسي كوكس)، فهو معروف ومحبوب وموضع ثقة أهالي العراق. كما أنه رجل حنّكته السنون.. وإني أُشهد الله أن (السير برسي كوكس) لو كان موجوداً في بغداد لكنّا في غنىً
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست