responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 365
أصبحت المرجع والمثال الذي يحتذى والرمز للدفاع عن الهوية العراقية»([915]).

وبالفعل كانت تجربة رائدة في ميدانها تقودها المرجعية الدينية الشيعية بكل تفاصيلها الإدارية، إلاّ أن وفاة الشيخ الشيرازي شكّل صدمة مفاجأة للثائرين في عموم العراق، وللإداريين التنفيذيين في الحكومة الوطنية أيضاً. لما ترك رحيله من فراغ كبير وهكذا آنتكست الأمة وحزنت عليه حزناً عميقاً وأحسّت بالخسارة الكبرى إثر فقده، في ذلك الظرف الحسّاس الذي هم بأمسّ الحاجةِ إلى قيادته الواعية والمضحيّة والجامعة لكلمة العراقيين، نعم كان قائداً واعياً لمرحلته ومخلصاً لقضية شعبه ومجاهداً من أجل تحريره من الاستعمار، وحقاً لقد «كان القطب الذي حوله تدور جميع رجالات الثورة، وإليه تفزع عند الملمات، فلا غرو إذا وقعت وفاته وقع الصاعقة على الرؤس، وفزعت الناس وهالها الأمر، وخامرت الشكوك بعض الرجال»([916]).

يقول الأستاذ الوردي: «كان الشيرازي برغم شيخوخته يولي الثورة اهتماماً بالغاً، وكان يرسل إليها كل ما يصله من الحقوق الشرعية ولا يبقي له منها شيئاً، [ويضيف قائلاً] حدثني أحد المطّلعين إنه في بعض الأحيان كانت تتوافر لديه أكوام من النقود ممّا يرسله إليه المقلّدون من مختلف الجهات، وكان أهل بيته يطلبون منه أن يبقي شيئاً لحاجات البيت، فكان هو يرفض ذلك رفضاً باتاً، ويصرّ على حمل النقود إلى جبهات القتال..»([917]).

ولقد جرى له تشيع مهيب في كربلاء، وسارت خلف نعشه مواكب العزاء واللطم وساهم في التشيع كبار رجال الثورة من الشخصيات الدينية والوطنية، وأقيمت على روحه مجالس التأبين ورثاه كثير من الشعراء والأدباء، بالمناسبة نذكر منهم الشاعر الأديب الشيخ محمد حسن أبو المحاسن، والشاعر الأديب الشيخ محسن أبو الحب، والشاعر الأديب محمد مهدي الجواهري والشاعر الأديب محمد البازي وغيرهم. ولا بأس أن نذكر

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست