17. عن آل
زنكَي: عزيز علوان الزنكَي. كما يضيفه الدكتور الوردي وغيره منالمؤرخين.
وكان الشيخ
الحاج محمد حسن أبو المحاسن الشاعر الأديب، يمثل الشيخ الشيرازي في هذا المجلس،
وعينوا السيد خليل عزمي سكرتير المجلس، ومهدي السامرائي محاسباً له، ومحمد علي أبو
الحب أميناً للصندوق، وعبد الرزاق أفندي كاتباً، هذا وقد باشر المجلس البلدي
الوطني أعماله فعيّن الموظفين والإداريين لخدمات البلدية وجباية الضرائب وشكّل
شرطة الخيّالة من ثلاثين خيّالاً وآمرهم الشيخ سمرمد الهتيمي من عشيرة المسعود،
كما وشكّل المجلس قوة عسكرية من المشاة وآمرهم عبد الرحمن العوّاد، وخصص للآمريْن
مرتباً شهرياً فدره مائة روبية لكل آمر([913]).
وهكذا تشخصت مهمة (المجلس الوطني) في إدارة شؤون كربلاء وما حولها، تنفيذاً لأوامر
المجلس الأعلى، وقد أولى المجلس رعاية خاصة لمساعدة الناس في احتياجاتهم، ورعاية
شؤونهم. وكانت الجلسات تعقد برئاسة أكبر الحاضرين سناً، وكان الآمر المطاع
للمجلسين معاً هو الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي - قائد الثورة - أما حينما انتقل
إلى رحمة الله تعالى في الثالث من ذي الحجة 1338هـ، الثالث عشر من آب 1920م([914])،
وفجع القوم لفقده اضطربت الإدارة وضعفت هيبتها بالرغم من محاولات تثبيتها
واستمرارها - وهذا ما سنلاحظه في تطور الأحداث لاحقاً-.
يقول المستشرق الفرنسي الدكتور (بيير جان لويزارد): «إن
الهيئات الثورية في كربلاء التي ولدت بفعل الانتفاضة، كانت الأُولى من نوعها في
العراق. لأنها تمثل سلطة أصلية جديدة مبنية على تحالف السنة والشيعة، الأرياف
والمدن في مختلف مناطق البلاد ضد الاحتلال الأجنبي وتحت حماية المرجعية. وقد أصبحت
تلك الهيئات نموذجاً للحكومة الوطنية التي طرحها آية الله محمد تقي الشيرازي من
أجل الوحدة الإسلامية كشرط ضروري لنجاح أية حركة وطنية والتي توصلت إلى إحداث
تقارب لم يسبق له مثيل في التاريخ بين الشيعة والسنة عامي 1919- 1920،