الاجتماع وقد افتتح (ويلسون) الجلسة بكلمة متشعبة لا
تخلو من مجاملات لفظية، وتأكيدات على الوعود البريطانية السابقة، وفيها تهديد صريح
لمخالفي السياسة البريطانية الحالية، ملوحاً بالعصا العسكرية عند الضرورة، وبعد
كلمته التي ألقيت بالنيابة عنه باللغة العربية، جرت مناقشة بين الطرفين وكان أبرز
المناقشين من طرف المندوبين السيد محمد الصدر ويوسف السويدي. وقد أكد السيد الصدر
على أنّ المطاليب سلمية وهدفها واضح بإقامة حكومة وطنية حسب وعود الحلفاء
وتصريحاتهم المتكررة([853]).
إن أهمية
هذا اللقاء يكمن في كونه يقطع شوطاً طويلاً في مرحلة المواجهة السياسية، وذلك لأنه
كشف عن المرونة الخادعة لسلطة الاحتلال، التي تستبطن نوايا الانتداب والاستعمار
للعراق، وبالفعل تبين للمندوبين عدم جدوائية المطالبة السلمية، وهكذا توجّهت
المساعي للتوسلبالقوة.
وفي 3
حزيران 1920م، الموافق 16 رمضان 1338هـ، اجتمع عدد كبير من وجهاء كربلاء واختاروا
سبعة مندوبين لمقابلة السلطة وهم: الميرزا عبد الحسين الشيرازي، الشيخ محمد
الخالصي، والسيد محمد علي الطباطبائي والشيخ صدر الدين المازندراني، والسيد عبد
الوهاب آل طعمة، والشيخ محمد حسن أبو المحاسن، وعمر العلوان، بتأييد من الإمام
الحائري. وفي 5 حزيران عقد اجتماع مثله في النجف، وتم اختيار ستة مندوبين وهم:
الشيخ جواد الجواهري، والشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ عبد الرضا الشيخ راضي،
والسيد نور الياسري، والسيد علوان الياسري، ومحسن شلاش. وبتأييد من الإمام الحائري
أيضاً([854]).
والملاحظ
على هذه النشاطات السياسية أنها كانت تلتقي في النتيجة بضرورة تصعيد العمل المسلح
ضد المحتلين. ففي كربلاء، عقد اجتماع كبير في حرم الإمام الحسين عليه السلام، ألقى
الشيخ محسن أبو الحب