بغداد
حتى مقبرة الشيخ جنيد، حيث دفنفيها([842]).
وفي عصر يوم التشييع، اجتمع (بلفور) بجعفر أبو التمن وأحمد الشيخ داود وعلي
البازركان ومهدي البصير مهدداً لهم، مستاءاً من سلوكهم([843])،
وبعد الاجتماع كتب أبو التمن رسالة إلى الإمام الشيرازي، يطلعه على آخر الأحداث
ويستنجد به للتدخل إثر هذه التطورات، وكانت الرسالة مؤرخة في 7 رمضان 1338هـ، 24
أيار1920([844])
أجابه الإمام الحائري بالتأييد والدعم المعنوي([845]).
ثمّ أصدر الإمام الشيرازي بياناً تمّ نشره إلى كافة العراقيين في مختلف مناطقهم،
لمباشرة المظاهرات الاحتجاجية كعمل سياسي مشروع للمطالبة بالحقوق المشروعة.
هذانصه:
«إلى إخواني العراقيين، السلام عليكم ورحمة
اللهوبركاته.
أما بعد، فإن إخوانكم في بغداد والكاظمية قد اتفقوا
فيما بينهم على الاجتماع والقيام بمظاهرات سلمية، وقد قامت جماعة كبيرة بتلك
المظاهرات مع المحافظة على الأمن، طالبين حقوقهم المشروعة المنتجة لاستقلال العراق
- إن شاء الله - بحكومة إسلامية، وذلك بأن يرسل كل قطر وناحية إلى عاصمة العراق
بغداد وفداً للمطالبة بحقّه، متفقاً مع الذين يتوجّهون من أنحاء العراق عن قريب
إلى بغداد. فالواجب عليكم، بل على جميع المسلمين الاتفاق مع إخوانكم في هذا المبدأ
الشريف، وإياكم بالاخلال بالأمن والتخالف والتشاجر بعضكم مع بعض، فإن ذلك مضرٌّ
بمقاصدكم ومضيّع لحقوقكم التي صار الآن أوان حصولها بأيدكم. وأوصيكم بالمحافظة على
جميع الملل والنحل التي فـي بلادكم، فـي نفوسهم وأموالهم وأعراضهم ولا تنالوا
أحداً منهم بسوءٍ أبداً. وفقكم الله لما يرضيه. والسلام عليكم ورحمة
اللهوبركاته.