نشر إعلان
الانتداب، فتبلور الرأي لدى جعفر أبو التمن وبقية القادة السياسيين في بغداد
باتخاذ الإجراءات المناسبة، ففي 10 أيار عقدت الهيئة التنفيذية لحزب حرس الاستقلال
اجتماعاً مهماً، قررت فيه القيام بتظاهرات سياسية أثناء الحفلات الدينية أيام شهر
رمضان([830]).
وأقيمت مراسيم المجلس الأول يوم الجمعة([831])
14 أيار قبيل شهر رمضان، واتخذت طابع (المولد التعزية) كما يسميها الدكتور الوردي([832])
على نحو الجمع بين المولد النبوي الذي يقيمه المسلمون السُّنة، وبين التعزية
الحسينية التي يقيمها المسلمون الشيعة، وذلك في مساجد السنة والشيعة على التعاقب،
وكانت هذه الاحتفالات الدينية هي المصدر الرئيس للتوعية السياسية والتعبئة العامة
ضد سلطات الاحتلال. وقد برز الخطيب الحسيني السيد صالح الحلي والشيخ كاظم الدجيلي
والشيخ مهدي البصير، وغيرهم كخطباء للمقاومة والثورة، في دور كبير لتوجيه هذه
المهرجانات الهادفة، وكانت الأمة من الطائفتين تجتمع بكثافة هائلة لم يشهد لها
مثيل في بغداد من قبل، مما دفع السلطات إلى إيجاد عقبات فعلية لتخفيف التوجه
المكثف على تلك المجالس ولكن دون جدوى([833]).