مجمل أسرار
الثورة([817])
ونشاطات والده السياسية والحركية، وفي هذا الصدد يقول نجل الإمام: «كتب المرحوم
والدي إلى أهالي بغداد كتاباً يدعوهم فيـه للقيـام بالمظاهـرات والمطالبـة
بحقوقهـم بصـورة سلميـة.. [ويضيف].. ان الإنكليز تأثروا من دعوة والدي إلى قيام
المآتم الحسينية في رمضان، وكانت هذه المآتم عامة وحتى شيوخ العشائر اشتركوا
بها..»([818]).
هذا، وبعد
عودة جعفر أبو التمن من اجتماعات كربلاء إلى بغداد، كان قد أُعلن الانتداب في
بغداد([819])،
حيث وصلت مقررات (سان ريمو) إلى (ويلسون) في
الأول من أيار، فتّم نشرها بأمره، مرفقة ببلاغ هام يوضح معنى الانتداب ويجعله
أمراً انسانياً محبباً، ومما جاء في بلاغ (ويلسون): «..يترتب على الدولة الوصية أن
تجعل نفسها ذلك الحارس العاقل النبيه، البعيد النظر، الساهر على مصلحة البلاد،
فيأخذ بيد شعبها ويسير به نحو الرقي، ويدربه تدريباً يجعله صالحاً للجلوس في مصاف
شعوب العالم،.. وكما يستبشر الوصي ويفرح بنمو القاصر الموصى به حين يبلغ سن الرشد
ويصبح رجلاً حراً مستقلاً، كذلك تستبشر الدولة الوصية وتبتهج عندما ترى المعاهد
السياسية آخذةً بالرقي والتقدم حتى تصبح حرة مستقلة قوية الدعائم ثابتة الأركان..»([820]).
وحينما نشر إعلان الانتداب على العراق، مع بلاغ
(ويلسون)، التهبت الأوضاع في الساحة العراقية، وساد الاحتجاج والتذمر بين الناس،
وتيقنوا بأن الأساليب الدبلوماسية، والطرق السلمية لمطالبة حقوق الشعب في نيل
الاستقلال لا تجدي نفعاً، وبالفعل لقد «ذهب الأمل في إنشاء دولة عراقية مستقلة
أدراج الرياح»([821]).
بينما أخذ «الناس يعلنون تذمرهم واستياءهم من الانتداب قائلين: «هل نحن أطفال، لكي
نحتاج إلى وصي يرعى شؤوننا». وانتشر بين التلاميذ في المدارس نشيد يتضمن
البيتينالتالين: