responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 312
أربك الوضع الاقتصادي في العراق([751]). ومع ذلك، وبالرغم من قساوة هذه الأوضاع الاقتصادية التي يمكن تحملها إلى حين، كان الأمر الأدهى والأصعب على العراقيين، الذي استنفر قوى العلماء والشعب للتخلص من السيطرة الأجنبية، هو أن البريطانيين في العراق عمدوا على ممارسة عاداتهم الاجتماعية وتقاليدهم الخلقية غير الطبيعية أمام الرأي العام. تنفيساً عن حالهم، وإرضاءً لغرورهم بالانتصار، فقد مارسوا سلوكيات غير اعتيادية، اصطدمت بالواقع الإسلامي والأعراف العربية في البلاد، فأثارت جانب الغيرة الإسلامية والشهامة العربية في النفوس لطلب الثأر والانتقام([752]).

وهكذا «أقاموا في دوائرهم موظفين من أراذل النصارى واليهود، وحتى المسلمين، فكانوا عوناً على هتك حرمات الأعراض، وازعجوا العقائل في خدورهن، وابتزوا الأموال وفعلوا المنكرات.. وفي الواقع أنّ الإنكليز أرادوا أن يحكموا البلاد حكماً مباشراً، فازدروا الناس واحتقروهم.. ولم يكتفوا بذلك بل اصطنعوا طائفة ممن لا خلاق لهم، فقربوهم وأدنوهم حتى جعلوهم أخلص مستشاريهم إمعاناً في الإرهاق وتنكيلاً بأهل البلاد الشرعيين لان السياسة البريطانية كانت تستهدف سحق العنصر الإسلامي»([753]).

وظهر ذلك جلياً في البصرة لابتعادها عن خطوط النار. يقول سليمان فيضي -وهو رجل معاصر للأحداث -: «أدى انتقال الحكم من أيدي العثمانيين إلى الإنكليز، إلى حدوث تبدلات جوهرية في حياة الناس، وفي القيم الاجتماعية والسياسية للأفراد.. فبرزت إلى الميدان طبقة جديدة من

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست