مفصلاً مهماً في تاريخ العراق الحديث
ومعْبراً مصيرياً لمستقبل العراق والمنطقة، لم تكن أهميته تأريخية فحسب، وإنما
يعدّ هذا الحدث تجربة غنيّة من تجارب الإسلاميين في إدارة الصراع السياسي ومباشرة
عمليات المقاومة العسكرية، حتى أن بعض تفاصيل أحداثها لا زال مخزوناً في أذهان
الشعب، تتوارثه الأجيال المتعاقبة، كدروسٍ في الشجاعة والفخر والكرامة، وعِبَرٍ في
الصبر والتحمل والاقدام تضئ الحياةللمعتبرين.
وبالفعل عبّرت تلك النشاطات عن مرحلة مهمة من مراحل
التحدي والمواجهة لأعتى قوة استعمارية([709])
- في حينها-. وهي اليوم تزوّد الإسلاميين المجاهدين بمختلف أصنافهم وحركاتهم
دروساً حركية وجهادية، بل تزوّد عموم الحركيين من الوطنيين الأحرار في الساحة،
أساليب المقاومة والثورة ضد مشاريع السيطرة الاستعمارية على البلاد والعباد - إن
درست دراسة موضوعية واعية-. وعليه سنسلط الأضواء على أسباب الثورة وظروفها
وأهدافها وقيادتها، ثم نبيّن خلاصة أحداثها ووقائعها لتكتمل الصورة الجهادية الحية
لهذا الشعب، ولنا وقفة مع نتائجها الإيجابية من الناحية السياسية، في وحدة الصف
والعداء التام للاستعمار، وكذلك سنوضح نقاط ضعفها إثر هزيمتها العسكرية في تشرين
الثاني عام 1920م الموافق لربيع الأول 1339هـ.