وردّاً على قول (المس بيل) و(ايرلند)، حول
أعيان الشيعة، بأنهم وقّعوا مضبطة بالموافقة على الحكم الإنكليزي المباشر في
العراق، من دون أمير عربي، يقول عبد الله النفيسي: «أستطيع الآن أن أقول، بعد
المقابلات التي أجريتها في صيف 1968م [1388هـ] في النجف مع المجتهد الأكبر، ومع
بعض أعيان المدينة، أنه لم تكن عريضة وقّع عليها في ذلك الاجتماع (مضبطة، كما
كانوا يسمونها)، إلا بعد يومين، عندما قدم مدينة النجف السيد جعفر أبو التمن.. قد
أبدى نشاطاً ملحوظاً في الكاظمية وبغداد، وفي سعيه لتوحيد وجهتي النظر لدى السنة
والشيعة في العراق»([665]).
أي لتوحيد القرار السياسيوالجهادي.
هذا
وبالإضافة إلى إدعاء (المس بيل) و(ايرلند)، يستنتج (ولسن) بعد لقائه بالسيد
اليزدي، بأنه متعاطف مع البريطانيين، وينقل عنه قوله: «إن تنصيب الموظفين العرب،
سيؤدي إلى الفوضى، انهم لم يتعلموا بعد معنى الاستقامة، وإلى أن يتعلموا ذلك، فيجب
بقاءهم تحت أوامر الحكومة»([666]).
بينما ينكر هذه الرواية، جملةً وتفصيلاً، السيد اليزدي، ويؤكد على أنه لم يتحدث
معه بهذه الصراحة([667]).
وهكذا نستنتج من هذه الادعاءات، الصادرة عن شخصيات سلطة
الاحتلال تناسق الأدوار فيما بينهم في اتجاه الهجمة الفكرية المركزة، الغرض منها
طمس الحقائق، وتزوير الوقائع، لإظهار ما يتمنّونه بأُسلوب إعلامي. وبالرغم من ذلك،
اجتمع العلماء والوجهاء ورؤساء العشائر الذين حضروا اجتماع (ولسن)، إلى المرجع
الأعلى السيد اليزدي، يطلبون رأيه