الحكومة العراقية المؤقتة تحت الانتداب
البريطاني عام 1920م، 1339هـ وقد تمّ ذلك نتيجة للتوحيد السياسي للمناطق الثلاث
التي كانت خاضعة للحكم العثماني قبل التاريخ المذكور، وهي ولاية بغداد، وولاية
الموصل، وولاية البصرة. وثبتت تلك الحدود رسمياً بعد عام 1920م، بفترات مختلفة
وبعدة اتفاقيات مع الأقطار المجاورة وهي تركيا شمالاً، وإيران شرقاً، وسورية
والأردن غرباً، والكويت والسعودية جنوباً»([6]). وهذه الحدود للعراق رسمتها الدول الأوروبية
المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وقد أطلق عليه اعتباراً من تاريخ تنصيب الأمير
فيصل ملكاً في 23/ آب/1921م -19/ذوّ الحجة/ 1339هـ. اسم (المملكة العراقية)([7]). «أما
قبل ذلك، فقد كان العراق يسمى دولياً بـ(بلاد النهرين التوأمين) أو (وادي
الرافدين)، أو (بلاد ما بين النهرين). بينما كان يعرف في زمن الدولة العثمانية
بـ(ايالة بغداد) إلى أن انقسمت تدريجيّاً إلى ثلاث ولايات»([8]).
وكما أشرنا
«فالعراق الحديث هو النتاج التاريخي لعملية التوحيد
السياسي والاقتصادي للولايات العثمانية الثلاث: الموصل وبغداد والبصرة»([9]).
«ويمثل موقع العراق جزءاً من منطقة جنوب غرب آسيا.
وتمتد أراضيه بين خطي عرض 5 َ/ ْ29 و 22 َ/ ْ37 شمالاً، وبين خطي طول َ45/ ْ38-45
َ / ْ48 شمالاً، وهو بهذا الموقع يشرف من جهة الجنوب على تخوم النطاق الصحراوي
الكبير الذي تمثله صحراء شبه الجزيرة العربية في آسيا، كما يتصل من جهة الشمال
والشرق بسهوب وسط القارة الآسيوية بين هضبة الأناضول وحياض إيران الجافة»([10]).
أما مساحة
العراق فتبلغ 440 و444 كيلومتر مربعاً([11]).
كما وينقسم سطحه إلى ثلاثة أقسام رئيسيه هي: السهل الرسوبي، والهضبة الصحراوية،
والمنطقة الجبلية. ويمثل السهل الرسوبي خمس مساحة العراق، تقريباً. ويمتد على شكل
مستطيل، بين مدينة بلد على نهر دجلة،
[6] الانصاري، الدكتور
فاضل: مشكلة السكان، نموذج القطر العراقي، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي،
دمشق 1980،ص5.
[7] الرهيمي، عبد الحليم:
تاريخ الحركة الإسلامية في العراق، الجذور الفكرية والواقع التاريخي، ص29.
[8] حليم، أحمد: موجز
تاريخ العراق الحديث، 1921-1958. دار ابن خلدون بيروت 1978،ص19.
[9] نظمي، دكتور وميض جمال
عمـر: الجـذور السـياسيـة والفـكـريـة والاجتـماعيــة للحركة القومية العربية
(الاستقلالية) في العراق، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة اطروحات الدكتوراه
(5)، طبع بيروت ط 1984م. ص31.