responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 251
ثورة النجف، أسبابها ووقائعها

لما انتهت مرحلة الجهاد الإسلامي، التي لعبت مدينة النجف دوراً أساسياً فيها، اصطدمت بالسلطة القائمة، التي أدت بالنتيجة إلى تكوين إدارة محلية - كما ذكرنا ذلك-، وكان الإنكليز يفكرون بإدارة النجف، من دون إثارة لوضعها، وخاصة علماء الدين، إلاّ أن الأوضاع، سرعان ما تصاعدت إلى مستوى المواجهة العسكرية، لعدة أسباب منها: إنشاء حامية عسكرية للجيش البريطاني في الكوفة، وذلك في مطلع عام 1918 أي ربيع 1336هـ، وهو عمل استفزازي واضح، والذي زاد في الطين بلّة، هو استفزاز الدوريات العسكرية حول سور النجف لأوضاع الأهالي. وبالمناسبة يعترف (السر برسي كوكس) بخطأ ذلك، فيقول: «إن قيامنا بوضع جيوش في الأماكن المقدسة نفسها، كان مناقضاً لتصريحاتنا السابقة، وهذا مما زاد الصعوبات في إيجاد سيطرة تامة لنا في النجف»([587]).

ويبدو أن العامل المباشر لتفجير الأوضاع في النجف، هو دعم السلطات البريطانية لحليفها فهد الهذال، رئيس قبيلة عنزة([588]) للدخول إلى النجف، وذلك للحصول على كمية كبيرة من الحبوب، لمعالجة وضع القبيلة، وبالفعل قدم النجف في تشرين الأول 1917 أي في ذي الحجة 1335هـ، وبيده رسالة من (الكولونيل ليشمان) موجهة إلى حميد خان معاون الحاكم السياسي في النجف، يأمره بمساعدة القبيلة في الحصول على الحبوب، فارتفعت أسعارها ارتفاعاً كبيراً، في وقت كانت النجف تعاني من قلة الحبوب، إثر القيود التجارية التي فرضتها الحرب، والتي ما زالت قائمة بين الإنكليز والقوات العثمانية([589]). فأدّى ذلك إلى الاصطدام بين قبيلة عنزة والأهالي، وخرجت مظاهرة شعبية اشتركت فيها النساء، وهن يصرخن بالشكوى من ارتفاع الأسعار([590]).

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست