الخلافات بين
(الجنرال مود) و(السير برسي كوكس)، فنشطت الاتصالات بلندن، إثر محاولة تقديم
(كوكس) لاستقالته، أن بقيت الأمور على حالها. ولكن انتهت الأزمة بمنح (كوكس)
الصلاحيات التي طلبها، بالتنسيق العام مع (مود)([576]).
وقد أكد (الجنرال وليم مارشال)، خلَف (الجنرال مود) في
قيادة القوات البريطانية في العراق، على وعود (مود) بالاستقلال الوطني، وذلك في
خطبته أمام حشد من وجهاء بغداد، في 2 تشرين الثاني 1918 - 28 محرم 1337هـ. ويعتبر
تأكيده هذا تعهداً رسمياً لتلك الوعود، وقد تضمنت الخطبة: - أيضاً - وعداً خاصاً
باطلاق سراح الأسرى، بمن فيهم 107 من المنفيين الشيعة من النجف إلى الهند، ووعداً
برفع القيود عن التجارة، والسماح بزيارة الأماكن المقدسة في العراق، وكذلك دفن
الموتى في النجف وكربلاء. وجاء في ختام خطبته، قوله: «أطلب إليكم أن تدركوا أن
الإزعاج الذي يسببه وجود جيش في بلادكم، أمر لم نقصده ولا نريده، وإنما ضرورات
الحرب أملته علينا، وأعدكم باسم جلالة الملك الإمبراطور، بأني سأسعى في أقصى سرعة،
لأن أزيل كل ما من شأنه أن يحملكم على الشكوى والتململ». هذا «وبالفعل، فان السنة
التالية لهذه الخطبة كانت سنة أمل وتطلع»([577]).
على الأقل في مجال التصريحات والشعارات. وكانت أهم تلك الوعود، هو التصريح
الإنكليزي - الفرنسي المشترك، الذي أعلن في 7 تشرين الثاني 1918م - 3 صفر 1337هـ،
والذي ينص على تعهد الدولتين بتأليف حكومات وطنية حرة، نابعة من الشعب في سوريا
والعراق([578]).
وقد جاء في هذا الإعلان المشترك: «إن الهدف النهائي لدى
كلٍّ من فرنسا وبريطانيا العظمى، هو التحرير الكامل الناجز، لجميع الشعوب التي
خضعت طويلاً للجور التركي، وإقامة حكومات وإدارات وطنية تستمد سلطتها ومبادرتها من
الممثلين الشرعيين الذين ينتخبهم الشعب»([579]).
كما وكان لمبادئ الرئيس الأمريكي (ولسن)، التي تأخر
نشرها في