بريطانيا لدعم
الثورة بهذا الأسلوب له دلالتهالواضحة.
يقول الجنرال (كلايتون) في رسالته المؤرخة في 17 أيار 1916م الموافق للخامس
عشر من رجب 1334هـ، إلى مدير الاستخبارات العسكرية في وزارة الحربية، جاء فيها:
«.. فان إعلان الشريف جهاراً ثورته، سيكون ضربة خطيرة لهيبة الأتراك في العالم
الإسلامي»([565]).
ولابد أن نشير إلى أن بعض القوميين العرب، يقتنص ألفاظاً
دالة على الشعور القومي، متسربة من أفواه وبيانات العلماء، ومن بعض آراء وسلوكيات
رؤساء العشائر، ليتخذ منها ذرائع لفظية، مؤيدة وداعمة لتحليله، المنطلق من الفكر
القومي لحركة الجهاد الإسلامي، فمثلاً، حينما يتناول تشكيل الحكومة المحلية في
النجف وكربلاء بعد الهزيمة في الشعيبة، يصفها بأنها معادية للأتراك، وقدمت العون
والمساعدة للإنكليز، ثم يعمم ذلك إلى زعماء العشائر في الفرات ليجعلها ظاهرة عامة
منطلقة من التوجه القومي العربي، فيصف موقف زعماء العشائر في الفرات بقوله: «فقد
وقف معظمهم موقف المتفرج، صحيح أنهم انضموا إلى حركة الجهاد، [لاحظ المغالطة] إلاّ
أنهم فعلوا ذلك بدون حماس! وتحت ضغط علمائهم، وقد انتهزوا أول فرصة سنحت لهم
للتخلي عن الأتراك»([566]).
وحينما يذكر رواد حركة الجهاد يقول: «وكلهم من العرب»([567]).
سعياً منه لدعم الموقف القومي الذي يتبناه في تفسيره لحركة الجهاد في العراق. ولا
أريد الدخول في الجدل العقيم، ولربما نعطي بعض الحق لهكذا مفكرين، يُنتظر من
دراساتهم الهادفة، دعم النظرية القومية في تحليل الأحداث التاريخية، بكافة السبل
والوسائل، سواء أكانت طرقهم هذه ضمن القناعات الشخصية، أم ضمن القرارات المفروضة
عليهم، في كتابة التاريخالحديث.