إسماعيل اليزدي، وعدد من طلبة العلوم
الإسلامية. وفي 30 تشرين الثاني 1914 الموافق 13 محرم 1333هـ، انطلقت سفن
المجاهدين من شواطئ دجلة في بغداد بزعامة السيد مهدي الحيدري، وفي 4 صفر تحرك
الشيخ صفر الشيخ عبد الحسين، والشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ حسين الحلي،
والشيخ حسين الواسطي، وكثير من العلماء وطلبة العلوم الدينية إلى جبهات القتال،
وكان فيهم عدد من الطلبة الفرس. وفي 24 شباط 1915م الموافق 10 ربيع الثاني 1333هـ،
تحرك حوالي ستمائة فارس من المجاهدين الأكراد إلى الشعيبة، بعد أن زاروا مرقد
الإمام علي عليه السلام بالنجفالأشرف.
وقد اختلفت
الإحصائيات في تقدير عدد المجاهدين، فقد ذكر بعضهم، إن الذين اشتركوا في الجبهات
الثلاث، بلغ ثمانية عشر ألف مجاهد، إضافة إلى ثلاثة آلاف مجاهد من قبائل عربستان
(الأحواز)([483]).
بينما يذكر السيد عبد الرزاق الحسني، أن عددهم في الشعيبة بلغ 13 ألف مجاهد،
بضمنهم 1500 كردي([484])
في حين يذكر حسن الأسدي، وهو من المعاصرين للأحداث، أن الذين التحقوا بالسيد
الحبوبي بلغ عددهم ثلاثين ألف راجل، وعشرة آلاف فارس([485]).
وقد بلغ عدد القوات العثمانية في هذه الجبهة، نحو سبعة آلاف وستمائة حسب
التقديرات العثمانية الرسمية، هذا فضلاً عن عشرات الآلاف من المتطوعين الذين سجلوا
أسماءهم في النجف وكربلاء، والكاظمية، وبغداد، كاحتياطيين بسبب قلة السلاح([486]). يذكر عبد العزيز القصاب في ذكرياته، إنه
وصلت قوافل المجاهدين العرب إلى السماوة إلى جانب قوافل المجاهدين الأكراد برئاسة
الشيخ كاكا أحمد، ووصل السيد هادي مكَوطر ومجموعة من المجاهدين. وشكل أهل السماوة
سرية من المجاهدين برئاسة الشيخ بربوتي السلمان وكانت هوسة (انشودة) أهل السماوة
المشهورة هي: «ثلثين الجنة الهادينا - وثلث لكاكا أحمد وأصحابه - واشوي اشوي
البربوتي»([487]).