responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 188
على الساحة العراقية مجمل الجمعيات العربية التي تشكلت في تركيا ومصر وسوريا وبيروت من جهة أخرى. بل أكثر من ذلك فقد وجد بعض السياسيين ضالته حينما ارتبط بالقوى الأجنبية لتحقيق مآربه الشخصية، فمثلاً طالب النقيب وأغلب التجار والأعيان الذين كانوا معه في الجمعية الإصلاحية، كانت لهم ارتباطات تجارية مع بريطانيا، وحينما شهدت الساحة تطوراً على الصعيد السياسي، أوصلتهم إلى مستوى قبول المساومة مع البريطانيين أثناء الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914م، بل واندفع بعضهم لمحاربة الدولة العثمانية بالتعاون مع الإنكليز، ومن ثم الاندماج بالمشروع الشريفي - البريطاني، الذي حملهم في فترة لاحقة، على جناح السرعة إلى مواقع سياسية مهمة داخل سلطة الانتداب([432]).

وهكذا اتسمت مرحلة إعلان الثورة العربية ضد الدولة العثمانية في 10 حزيران 1916م، بالارتباط والتنسيق مع الدول الأوروبية الطامعة، «فقد كان أوضح معالم هذه المرحلة - بالنسبة للحركة العربية - التعاون بين العرب القوميين والدول الأوروبية، فكان اتصال الجمعيات العربية في بلاد الشام بالقنصل الفرنسي (بيكو) في بيروت، كما كان اتصال اللامركزية الإدارية العثمانية بالمعتمد البريطاني (كتشنر) في مصر»([433]). وكان تحقيق الطموح السياسي الشخصي لرموز تلك الجمعيات والنوادي في مقدمة الأهداف لديها، ولو على حساب القيم الوطنية والارتباط المبدئي بالقيادة الإسلامية الواعية، وذلك تحت ستار القومية والاستقلالية والتحرر! وهكذا سقطت في أحضان الاستعمار، إن لم تكن هي وليدته. حيث «وجدت أوروبا بأن الطريق الأمثل لمحاربة الوحدة الإسلامية يتمثل في إيجاد البديل لها.. وأن البديل الأفضل يتمثل في الوحدة القومية والرابطة القومية..»([434]). و«أن الحركة العربية المعادية للإسلام لا تختلف عن أختها الطورانية في تركيا، فمسألة القوميات هذه أريد بها ضرب الإسلام وإحلال العقيدة الطورانية أو العقائد الغربية محل العقيدة الإسلامية»([435]).

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست