responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 172
صدقيّة لتأثير الشعب العراقي بأحداث المشروطة، استجابة العشائر العراقية وسكان العديد من المدن لفتوى الجهاد التي أصدرها الخراساني»([377]). وذلك لمقاومة القوات الروسية الغازية لإيران، وقد استجابت لهذه الدعوة مدن النجف وكربلاء والكاظمية وبغداد وغيرها من مدن العراق، وقد وخرجت العشائر العراقية من أطراف الكاظمية، إلا أن الذي أوقف المسيرة الجهادية الزاحفة هو دخول أنصار المشروطية إلى طهران في 12/تموز 1909م، 24/جمادى الثانية 1327هـ، وقد خلعوا محمد علي شاه الذي لاذ بالسفارة الروسية، وتمّ انسحاب القوات الروسية من إيران. إن مسألة استجابة العشائر العراقية وأبناء مدن العراق لفتوى الخراساني بالتحرك والجهاد ضد الاحتلال الروسي وضد محمد علي شاه «هي مسألة ذات دلالات كبيرة لأنها أثبتت قوة الارتباط المبدئي للأمة في العراق، بموقف المرجعية الدينية وتجاوزها للمسألة الإقليمية والقومية بشكل واضح وهو موقف يكشف عن عمقٍ في الوعي الإسلامي»([378]). وبالرغم من هذا التفاعل الإيجابي مع تحرك المجتهدين، إلا أن المجتمع العراقي كان منقسماً إلى قسمين تبعاً لانقسام العلماء في النجف الأشرف، - وكما قلنا قبل قليل - إن الصراع أخذ طابعاً جدلياً شعبياً ظهر في الأسواق والشوارع إلى جانب صراع الطبقات المثقفة وعلماء الدين. فكانت «المناظرات المفتوحة والمناقشات الصريحة في الجوامع والمدارس في النجف وغيرها أولدت وعياً عاماً في العراق.. وبذلك بدأ الوعي السياسي والممارسة السياسية يحلاّن محل السلبية السياسية.. ولم يكن هذا الجدل محصوراً بين أوساط المثقفين الضيقة، بل امتد إلى أقسام أوسع من السكان وخلق انقساماً حول المسألة»([379]). وللطريفة ننقل ما ذكره الدكتور الوردي من بعض السلوكيات المحلية التي كانت شائعة آنذاك، والتي كانت تعكس حالة الصراع المحتدمة بين أنصار المشروطية وأنصار المستبدة حيث يقول: «حدّثني الكتبي النجفي عبد الحميد زاهد: إنه كان في تلك الأيام صبياً مع أقرانه في الأزقة، فكان الصبيان عند اللعب يقسمون أنفسهم إلى في فريقين: مستبدة ومشروطة، ثم تنشب المعارك بينهم تقليداً لما يقع بين الكبار، و[يضيف] من النوادر
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست