المدرسة
الإصلاحية مستوحاة من الظروف التي يعيشونها، ومستلهمة من معاناة الأمة يومذاك،
وإذا لاحظنا أن هناك نقصاً في هذه الأفكار فإن هذه الملاحظة ناتجة من الموقف الفكري
الراهن»([357]).
ومع هذا يمكن القول، أن غياب الصيغة الواضحة لتحرك الإسلاميين على المستوى
السياسي بالتحديد في تلك المرحلة (1908-1914م، 1326-1332هـ)، وعدم تبلور الأطروحة
الإصلاحية منذ بدايتها عملياً، بل وسيادة الحالة النقدية في الشارع العراقي
للتجربة الإسلامية القائمة، المتمثلة بالدولة العثمانية، كل ذلك وفرّ مناخاً خاصاً
لدى بعض المفكرين والمثقفين والشعراء على السلوك المتأرجح بين التوجه العلماني
والتوجه الإصلاحي الإسلامي، في حين كان التوجه العلماني يستمد قوته من مثله الأعلى
المتجسد بالتطور العلمي و(التكنولوجي) في الغرب، بينما كان الإصلاحيون الإسلاميون
يشتركون مع التوجهات القومية والعلمانية في نقطة النقد ويختلفون معهم في تفاصيلها
وطرق معالجتها، فكان الاصلاحيون
الإسلاميون يطالبون بالإصلاحات الدستورية للنظام القائم في تلك المرحلة، كما كانوا
يستمدون قوتهم من تاريخ المسلمينالأوائل.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن
الشعراء بشكل عام، تتحكم في أحاسيسهم المرهفة أوضاع الساحة والانعكاسات السياسية
التفصيلية، وربما الاصطدامات الشخصية ببعض الوقائع الخاصة، فلا يمكن الاعتماد
عليها مطلقاً في التوجّه الفكري. وللتوضيح نذكر، الشاعر معروف الرصافي
(1875-1945م) كمثال على هذه الحقيقة، فهو يذهب مرة إلى أن الدين ليس هو الوحي
الإلهي المنزل، بل هو ابتداع من عقلاء ودهاة البشرفيقول: