أرادها بمثابة الإسناد الفكري والروحي لمواصلة طريق
النهضة في الإصلاح والتغيير. ومروراً بالإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي المتوفى في
3 ذي الحجة سنة 1338هـ قائد ثورة 1920م ضد البريطانيين، فهو تلميذ الميرزا حسن
الشيرازي - أيضاً-([290])
وهكذا خليفته في قيادة الثورة الشيخ فتح الله الأصفهاني (شيخ الشريعة) حتى وفاته
في كانون الأول 1920م، ومن ثم الميرزا حسين النائيني المتوفى سنة (1355هـ،1935م)
من كبار المراجع في قيادة الثورة([291]).
وهو كذلك من تلاميذ الإمام الميرزاالشيرازي.
وللاستدلال،
على ما نذهب إليه من أن طروحات المجدّد([292])
الميرزا الشيرازي هي التي وضعت دعائم المدرسة التجديدية - الإصلاحية في العراق،
ورسمت خطوطها الحركية - السياسية ومعالمها الفكرية وآفاقها النهضوية، نستشهد
بموقفين بارزين فيحياته:
الموقف
الأول: ممارساته السلوكية الناضجة، التي سجلها في صفحات مشرقة من حياته، وخاصة بعد
أقامته في مدينة سامراء في شهر أيلول عام (1874م،1291هـ). كانت تبرهن عملياً على
ضرورة الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة. مما وفرّت هذه التجربة الغنية جهداً
وعبرة حية للإصلاحيين في المسيرة التجديدية. يقول نور الدين الشاهرودي: «نقل
لي حفيده [أي حفيد المجدّد] العلامة المفضال السيد رضي الشيرازي - نزيل طهران - حكايات
عن بعض تصرفاته التي تنبئ عن حكمته وتبصّره وحرصه على صون روح الوئام بين المسلمين
[منها]: عندما شرع السيد الميرزا الشيرازي ببناء مدرسته الدينية العلمية الكبرى في
مدينة سامراء وهي من جملة المنشآت التي أقامها في هذه المدينة خلال سنوات إقامته
فيها، تشجع المسلمون السُّنة بدورهم لبناء مدرسة دينية لعلمائهم،