مكشوفة
العداء للإسلام والمسلمين، ومدفوعة من قبل الصليبية والصهيونية، وكان دعاتها الأوائل
من الاقليات الدينية من اليهود والنصارى([253]).
ولا نجد تفسيراً لإلتحاق بعض المسلمين بهم إلاّ نتيجة ضعف الرؤية وسذاجة التفكير،
أو للارتباط المصلحي. المهم إن أطروحة الاتجاه العلماني ما كانت وافية الشروط،
خاصة في العراق، ويذهب بعض الباحثين في تعليل ذلك، إلى الموقع الجغرافي للعراق،
البعيد نسبياً عن المؤثرات الغربية، ورداءة وسائل المواصلات، وبعده عن سواحل البحر
المتوسط، وضعف النشاطات التبشيرية العامة، وقلة المدارس التبشيرية الخاصة في عموم
العراق، حيث كانت محصورة في المدن الرئيسية هي بغداد والموصل والبصرة([254]).
وكذلك إلى ضعف التوجه لدى العراقيين - بشكل عام - نحو التعليم والدراسة الحديثة.
فمثلاً «كان التعليم العالي - الحديث في العراق
يختلف كثيراً عنه في مصر وسوريا، فما بين عامي 1872-1912م [1290-1331هـ]، كان
مجموع عدد الطلبة العراقيين في استنبول يبلغ 400و1 فقط، منهم 200و1 تخرجوا كضباط
في الجيش العثماني، وخلال الفترة نفسها كان عدد الطلاب العراقيين في الجامعة
الأمريكية في بيروت لا يتجاوز السبعين»([255]). ويذكر عبد الرزاق الهلالي في كتابه (تاريخ
التعليم في العراق في العهد العثماني) معلومات وافية عن عدد المدارس في العراق - آنذاك
- فمثلاً: في ولاية بغداد، كان عدد المدارس الابتدائية فيها لا يزيد عن (34)
مدرسة، وفي سنة (1914م،1332هـ) كان عدد مدارس البنات فيها لا يزيد عن أربع مدارس،
وفي العراق كله لم يكن سوى (20) مدرسة رشدية (ثانوية)، عدد طلابها جميعاً (840)
طالباً وذلك عام (1899م،1317هـ)، أمّا المدارس الابتدائية في سنة 1908م لم تكن
تزيد عن (130).
أما في
ولاية الموصل، فقد أصبح عدد المدارس (30) مدرسة رسمية سنة (1914م،1332هـ). وأما في
ولاية البصرة، ففي عام (1905م،1323هـ) بلغ عدد المدارس الابتدائية في لواء البصرة
(12) مدرسة، وفي لوائي العمارة والناصرية (15) مدرسة ابتدائية، أما المدارس
[253] الطائي، نجاح عطا:
المرجع السابق، ص100 ومابعدها.
[254] فياض، د.عبد الله:
الثورة العراقية الكبرى سنة 1920، ص80. راجع:
.,
1937,.222.
[255] نظمي، وميض: الجذور
السياسية والفكرية الاجتماعية للحركة القومية العربية (الاستقلالية) في العراق،
مرجع سابق،ص74.