منتشرون
في العاصمة بغداد وغيرها، بمختلف طوائفهم ويقيمون شعائرهم الدينية ويحتفلون في أعيادهم
ومناسباتهم، ولهم كنائسهم ونشاطاتهم الثقافيةالخاصة.
وهنالك
الايزديون وهم أقلية تتواجد في كردستان العراق، خصوصاً في سنجار والشيحان ودهوك
وزاخو، يتكلمون اللغة الكردية، ولهم امتدادات في تركيا وسوريا وروسيا، وعدد نفوسهم
بالآلاف، ودينهم «كمذهب ثنائي الاعتقاد، الخير
والشر من الله، والشرُّ هو إظهار الرغبة الحرّة الصادرة من الله، ويعتقدون بتناسخ
الأرواح، ويعبدون النار والضياء..»([248]).
يختلف
الباحثون عن سبب التسمية، ويبدو أنه قد يعود السبب إلى مؤسس ديانتهم (يزيد بن
عنيزة) الذي يمثله الشيخ عدي بن مسافر. وقد يعود إلى عشيرتهم الأصلية (آزيدي) ثم
حرّف الاسم. وهم يتكتمون في عبادتهم وكتابهم (الجلوة).
ويقال إنهم
يعتقدون بيزيد بن معاوية لأن الشيخ عدي بن مسافر ينتهي نسبه إليه، وممّا يذكر في
سيرته أنه تعرف على الشيخ عبد القادر الكيلاني وتأثر به كثيراً، وقد مات عن عمر
يناهز التسعين وهو أعزب، فخلفه ابن أخيه صخر بن صخر بن مسافر المعروف باسم (أبو
البركات)، ومن ثم ولده عدي بن صخر (أبو المفاخر) المشهور بالكردي لولادته بين
الأكراد([249]).
«وهم أكراد
في نطقهم، ربما في أصلهم أيضاً.. من عبدة الشيطان الذي يسمونه (ملك طاووس)، لكن
أصح وصف لهم أنهم ثنائيون، (والثنائية في اللاهوت هي العقيدة بوجود إلهيْن
مستقليْن في الكون أحدهما للخير والآخر للشر).. ويمارسون.. طقوساً دينية يمكن
تتبّعها وإرجاعها إلى عبادات الآشوريين.. مزارهم الكبير.. في الشيخ عدي الواقع في
شمال الموصل»([250]).
[249] أسود، العميد عبد
الرزاق: المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب، الدار العربية للموسوعات، مج3،
ص261-291.
[250] بيل، المس: فصُول من
تاريخ العراق القريب، ترجمة جعفر الخياط، بيروت 1963م،ص157.
ويذكر الكاتب الروسي ف.ف. مينورسكي: إنه في سنة 1895م،
استطاع أحد المبشرين الإنكليز أو. باري أن ينشر النص العربي الذي اكتشفه، وقد تضمن
كتابين هما: (الجلوة) و(مصحف ره ش) أي الكتاب الأسود. حيث كان محفوظاً بعناية في
صندوق في أقبية دير في شمال سنجار. وقد استطاع (أنتاس باري) أن يستنسخ نسخة طبق
الأصل من المحفوظة بشكلٍ سري، وذلك بوضع ورقة شفافة على صفحة المخطوط ويرسم
الحروف، ويذكر صعوبة العمل حيث استغرق مدة سنتين، راجع مينورسكي: الأكراد ملاحظات
وانطباعات، مرجع سابق، ص77،بالهامش.