responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 9
خلال إدراكها بإحدى الحواس، فهي لا تحتاج إلى برهان ودليل بل هي بديهية، في حين أنَّ الموجودات في عالم الغيب لا تثبت إلا من خلال الدليل والبرهان، لأننا لا نستطيع أن نحسّها بإحدى الحواس الخمس.

وعالمُ الغيب أوسع من عالم الشهود وأعظم من دون شكّ، لأنَّ عالم الشهود معروف ومحدود نسبياً - وإنْ كان هناك الكثير من الحقائق التي لم يتوصّل إليها العلم في هذا العالم - في حين أنَّ عالم الغيب غير محدود وغير معروف (إلا بمقدار بسيط، من خلال ما وصلنا عنه من طريق الوحي).

والغيب قسمان غيب مادي، وغيب معنوي:

الغيب المادي: هو كل ما غاب عن الحواس لسببٍ ما، إما لبعده كبعض الكواكب البعيدة، أو لقربه، ككروية الأرض، فإنّا لشدة قربنا منها لا نراها بشكلها الكروي، أو لعدم حضوره، كجريمة تحصل في مكانٍ ما من العالم، فإنها غيبٌ بالنسبة لنا لأننا لم نحضرها، ومن ذلك قوله تعالى - بعد أن ذكرَ قصة زكريا (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام) وكلام الملائكة مع مريم عليها السلام -:

(ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ)([1]).

أي إنه كان غائباً عن حواسكم لأنكم لم تشهدوه.

والغيب المعنوي: هو كل ما غاب عن الحواس ولا يمكنها إدراكه، لأنّ له مقاييس وموازين أخرى تختلف عن عالم المادة.


[1] سورة آل عمران: الآية 44.

نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست