responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 75

المحور الخامس

عزرائيل عليه السلام

وهو ملك الموت الذي كلفه الله سبحانه بقبض الأرواح، قال تعالى:

(قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)([193]).

ولا شك أنَّ الله سبحانه هو المتصرّف الحقيقي في الكون، وأنه لا يحتاج إلى أحد يعينه على إدارة شؤونه المختلفة وتدبيرها، إلا أن أرادته شاءت وحكمته اقتضت أن يجعلَ له جنوداً يقومون بالتدبير بأمره، وذلك إظهاراً لعظمته، وتبييناً لقدرته، ليس عجزاً منه - حاشاه - وهو الغني، ولكنه تعالى كما جعل عرشاً وكرسياً ولوحاً وقلماً فإنه جعل ملائكة، فالملائكة وسائط يحقق الله تعالى بعضَ إرادته من خلالها، هكذا شاء الله، وهكذا اقتضت حكمته، اقتضت أن يجعل الوحي بيد جبرئيل ويُنزله من خلاله على أنبيائه، واقتضت أن يجعل الرزق بيد ميكائيل، وأن يجعل قبض الأرواح بيد عزرائيل، فهل معنى هذا أن الله تعالى يحتاج إلى هؤلاء أو أنَّ هؤلاء يتصرّفون بمعزل عنه سبحانه؟!.. أبداً، فالله تعالى هو الذي يوحي وجبرئيل واسطة، والله تعالى هو الذي يرزق وميكائيل واسطة، والله تعالى هو الذي يقبض الأرواح وعزرائيل واسطة، وكذلك فإن الله تعالى يمكن له أن يوكّل أي مخلوق بما


[193] سورة السجدة: الآية 11.

نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست