نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي جلد : 1 صفحه : 52
الأسانيد
في كلا القسمين - ويبقى الأصل الثابت القطعي الدال على عصمة الملائكة، ولو تنازلنا
ورجحنا هذه الروايات على الروايات النافية فالأمر سهلٌ كذلك، إذْ يمكن أنْ نقول: إنَّ
هذين الملكين لما نزلا إلى الأرض وأعطاهما الله تعالى ما للبشر من القوى الشهوية
والغرائز الحيوانية - كما يظهر من الروايات - تحوَّلا عن حالة الملكية، وأصبحا
إنسانين، وبهذا يرتفع الإشكال.
وتبقى هنا
معركتنا مع الفلاسفة الذين سيشكلون علينا بعدم إمكان انقلاب الماهيات، ولكننا
نجيبهم: بأنَّ قدرة الله تبارك وتعالى عامةٌ وشاملة، ويؤيد ذلك المعاجز الصادرة عن
المعصومين عليهم السلام.
ثمَّ لو
سلمنا بإشكال الفلاسفة، وأنَّ الماهيات يستحيل انقلابها، فقد أشرنا سابقاً إلى أنه
هناك مجال لحمل الروايات على التقية، أما رواية الإمام الباقر عليه السلام فبقرينة
كون السائل فيها من علماء العامة، وأما رواية الإمام الصادق عليه السلام فلأنه نسب
حكاية فتنة هاروت وماروت بالزهرة إلى الناس، وهكذا تكون هاتان الروايتان وأمثالهما
من الروايات غير مسوقة لبيان القضية واقعاً.
ثمَّ لو لم
يُسلِّم الخصم بكلِّ هذا وأصرَّ على صحة الروايات وأنها مسوقة لبيان القضية واقعاً
فإنها لا يمكن أن تنقض عصمة الملائكة؛ لأنها لا تعدو كونها أخباراً آحاداً لا
تفيدنا قطعاً، وقد بيّنا أنَّ العصمة ثبتت بالدليل القطعي.
نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي جلد : 1 صفحه : 52