فليبشر بقوله تعالى: (وَأَمَّا
الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا)([1204])، وإلّا
شقي شقاءً بيّناً,
ودخل تحت قوله: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي
النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) ([1205])وخسر
خسراناً مبيناً,
وصار من الذين (يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) ([1206]) (وَأُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ)([1207])وفّقنا
الله تعالى وإيّاكم لسعادة الدار الآخرة, بملازمة وظائف عبادة الخالق عزَّ وتعالى, بمحمّدٍ
وعترتهالطاهرين، ويرحم الله عبداً قال آمينا.
هذا ما تيسّر لنا في شرح هذه الرسالة, ممّا
سمحت به القريحة الفاترة, والفطنة القاصرة، وأمكن منه الزمان العسوف([1208]), والمكان المخوف, مع تراكم غمائم الغموم,
وتلاطم أمواج الهموم، والمأمول ممّن وقف عليه النظر بعين الرضا والقبول؛ لـمّا ذكرنا
من تفاقم الأعذار, العزيز معها الإصطبار, والله أسأل أن يقبله بفضله وإنعامه, كما
وفّق لإتمامه، وأن ينفع به الطالبين, ويجعله ذخراً ليوم الدين، ولنختم الكلام
حامدين لله تعالى, مصلّياً على نبيّه محمّد خاتم النبيين وآله المعصومين, والسلام عليهم أجمعين.
(وكان الإفتتاح بتأليفه يوم السبت الحادي
والعشرون من شهر محرم, والإختتام به عشرين صفر في سنة خمسة وسبعين وثمانمائة)([1209]).