من السلوب والإضافات عارضة للمبدأ الأول, فيجوز أن يكون
بحسبها مصدراً لأمور متعدّدة كالمعلول الأول, وذلك منافٍ لمذهبهم الذي بنوا عليه
ترتيب سلسلة الممكنات, هذا وحديث إسناد الأشرف إلى الأشرف خطابي([448]), لا يُلتفت إليه في المطالب العلمية, وإسناد
الفلك الثامن ـ مع ما فيه من الكواكب المختلفة المقادير ـ إلى جهة واحدة في العقل
الثامن ـ كما زعموه ـ مشكل([449]), وبالجملة لا يخفى على الفطن ضعف ما اعتمدوا
عليه في هذاالمطلب العالي.
أصل: في بيان أنّه تعالى عالم بكلّ المعلومات.
وفيه مقامان:
الأول: في إثبات علمه([450]), وهو متّفق عليه بيننا وبين الحكماء,
وإنـّما نفاه شرذمة من قدماء الفلاسفة لا يعتدّ بهم, وسنذكرها.
فللمتكلّمين في إثباته طريقان:
الأول: ما ذكره المصنِّف بقوله: قد
ثبت أنَّ الله تعالى
قادر مختار([451]), وكلّ
وفي حاشية ث:
أي يحتاج إليه في علم البلاغة والبيان.
[449]
في حاشية ح: وكذا إسناد الصور والأعراض التي في عالمنا
هذا ـ مع كثرتها الفانية عن الحصر ـ إلى العقل الفعّال, مشكل أيضاً.
[450]
قال ملا خضر الحبلرودي: بمعنى ظهور الأشياء له وعدم غيبتها عنه, وهذا معنى ما
يُسمَع, أنَّ علمه تعالى حضوري وليس بحصولي؛ لتنزّهه عن حصول الحوادث فيه. (حاشية
ح).
[451]
في حاشية ذ: لأنّه قد ثبت أنَّ الباري تعالى قادر،
والقادر هو الذي يفعل بالقصد والإختيار, فيمتنع توجه قصده إلى ما ليس بمعلوم.