والأجمل من هذه الأقوال هو ترجمتها على أرض الواقع في صبيحة يوم العاشر، فقد كانوا يتسابقون في الدفاع عن إمامهم عليه السلام ويتسارعون في نصرته؛ وكأنهم خلية نحل تفانت في حب يعسوبها([185]).

إنها مشاهد تألقت فيها مفاهيم كثيرة، وتفجرت منها منابع فكرية عديدة، فكانت منهلاً ومورداً يقصده الظمآن ويأنس به الولهان.

المشهد الثالث: جمال الزوجة في وقاية الزوج وصونه

في عاشوراء بدا مشهد جمالي آخر يرسم مفهوماً خاصاً لوجود الزوجة في هذا اليوم الذي امتحن فيه كل من حمل مسؤولية أسرية واجتماعية كالأب، والابن، والزوج، والزوجة، والأم.

فكان من بين هذه المشاهد «الزوجة» فقد أظهر وجودها مفهوماً جمالياً خاصاً ألا وهو «الوقاية».

وخذ على سبيل المثال الواقعي من عاشوراء زوجة زهير بن القين عليه السلام التي كانت سبباً في وقايته وصونه من الوقوع في خطأ لا يصلحه شيء؛ حينما جاءه رسول سيد الشهداء عليه السلام وهو يدعوه للحضور؛ فاحتار زهير بين الاستجابة لهذه الدعوة وبين الرفض. ولم يدرِ أي الأمرين أصوب خوفاً من الوقوع في أمرٍ ليس فيه

[184] موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام: ص 400 - 401، الإرشاد: ص 231، تاريخ الطبري: 3/315، الكامل في التاريخ: ج2، ص 315، العوالم: ج 17، ص 344، وقعة الطف: 198.

[185] اليعسوب: هو أمير النحل. (لسان العرب، مادة عسب: ج 1، ص 342).