نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 89
المقدمات قد أعلنت جرس البدء في
الحكاية فقد تجمعت خيول كثيرة في أرض الطف أحاطت بها رجال مختلفة في الأعراق
والألوان والميول والهوى والعبادة، وهي مع هذا مجتمعةٌ لقتل رجل واحد وإبادة من
تعلق به من أبناء وأهل وأصحاب.
حكاية بدا فيها كل شيء مختلف حتى جرس
البدء فقد علق في أعناق خيول كثيرة لتصدر أصواتاً عديدة تعلن للشجر والحجر أن
هاهنا ستولد أمة جديدة.
ورفع الستار لبدء عرض الحكاية فبدا
المشهد غريباً ومختلفاً كاختلاف الليل والنهار فكل منهما ينبئ عن عالمٍ مناقض
للآخر.
في المشهد الأول: كان الرجال قد تجمعوا لسبغ الوضوء والاغتسال للشهادة والتهيؤ للقاء
أسلاف الأحبة فبدوا كأنهم أعمدة بنيانٍ مرصوص صافين أقدامهم يتلون كتاب الله
يرتلونه ترتيلاً، عيونهم شاخصة في السماء ترقب ساعة اللقاء وجفونهم غدت دفتين لنبع
جارٍ يرطب الخدود المعفرات بالسجدات. يخالهم الناظر إليهم كأنهم أسنةٌ لرماحٍ
شامخاتٍ.
حتى إذا طوت ليلة العاشر جدائلها وأسفرت
عن جيدها كربلاء وقد زانه عقد الصافنات([174])
بدا الرجالُ كليوث روابض تندك لزئيرها الجبال الراسيات. لتعلن أن هاهنا الحياة.