وبين هذين العسكرين وبين هاتين
الصورتين وقف رجل يفكر ويخير نفسه بين الجنة والنار. ولكونه حراً كما سميّ به من
الأسماء. ولأنه كان يملك قلباً يفقه به، وعيناً يبصر بها الجمال، وأذناً يسمع بها
حفيف أشجار الجنة، وهبوب سموم النيران. ارتقى بنفسه وآلى أن يكون في رتبة من هم أضل
من الأنعام.
إذ كان حراً في فكره وبصره وسمعه فاختار
الجمال والجنة حيث يقف سيد شباب أهل الجنة عليه السلام.
فهل من عاشق ولهان يتبع أثر الحر بن
يزيد الرياحي في سيره إلى الجمال.. إلى تلك الوجوه التي لو أقسمت على الله أن يزيل
جبلاً من مكانه لأزاله بها.
أوَ غيبها الموت أم هي حاضرة في يوم
عاشوراء؟!
المسألة الثانية:
كيف بدا الجمال يوم عاشوراء
في المشهد الخاص بالعترة عليهم السلام
كما كان لعاشوراء مشهدٌ عامٌ للجمال
فإن لها مشهداً خاصاً أيضاً، ونقصد به الجمال الخاص بآل رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وآل أبي طالب عليه السلام.
فقد تناول
المؤرخون في تدوينهم وسردهم لواقعة الطف الجمال الذي كان عليه أبناء رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وهم الحسين وولده وأبناء أخيه الحسن السبط ولاسيما ولده
القاسم عليهم السلام، وأبناء علي أمير المؤمنين وهم العباس وأخوته.
وكأن القرآن يعرض للناس مباهلة جديدة
من حيث الزمن والخصم، لكن جمال الوجوه وحرمتها عند الله باقٍ فكيف كان جمالهم؟.