نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 25
الدنيا وزينتها. فهناك في بيت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يأنس القلب بالآخرة، وهنا -خارج بيته - يأنس بالحياة الدنيا وزينتها.
ولأن الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ
اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
فقد جعل
حرية الاختيار لمن لا تطيق منهنّ الصبر على الزهد والكفاف
وجهد العبادة وترغب في الحياة المنعمة وتحن إلى رفاهية العيش وتنظر إلى ما في أيدي
النساء من الزينة والترف.
أن تنتقل
عنه صلى الله عليه وآله وسلم وتذهب إلى حال سبيلها لا ينتقص من مهرها شيء فصاحب
الشريعة جل شأنه جميل يحب الجمال ولا يرضى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا
الشيء الجميل.
وقد جاء في
سبب نزول هذه الآية الكريمة:
إن عائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً من عرض الدنيا
إما زيادة في النفقة أو غير ذلك فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نساءه
شهراً([17]).
ونقل السيوطي عن ابن سعد قال، قالت
النساء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما نساء أغلى مهوراً منا؛ فغار الله لنبيه فأمره أن يعتزلهن، فاعتزلهن
تسعة وعشرين يوماً ثم أمره أن يخيرهن([18]).
وعنه أيضاً، عن الإمام الحسن عليه
السلام قال:
أمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة، والجنة والنار([19]).
ولقد نسب قتادة سبب نزول الآية إلى: غيرة غارتها عائشة([20]).
وقيل، إنهن قلْنَ: لعلك تظن إن طلقتنا لا نجد زوجاً من
قومنا