نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 161
وهنا ملاحظة: قد يرقى كثير من المؤمنين إلى رتبة
من التوحيد يتساوى عنده البلاء والرخاء، فيعدهما سيين لأنّ محلّ صدورهما هو الله.
ولكن.. أن
يرى هذا التقدير جميلاً فيأنس به كما يأنس الشارد الظامئ بواحة غناء، فيها عذب
الماء.
فهذا مرهون
بأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ولاسيما صاحبة العصمة الصغرى عقيلة حيدر عليهما
السلام.
ولذلك:
تلازم عندها مفهوم الجمال ومفهوم التوحيد، وهو ما دلّ عليه قول رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، لمّا سئل عن معنى «إن الله جميل ويحب الجمال»([297])؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
«أحد صمد لم
يلد ولم يولد».
وقد أردف الفخر الرازي هذا الحديث
الشريف بقوله:«لأنه إذا لم يكن واحداً عديم النظير جاز أن ينوب ذلك المثل منابه،
ولذلك سميت سورة التوحيد بـ«سورة الجمال»([298]).
ولأنها عليها السلام قد أيقنت أنّ
الله تعالى واحد لا شريك له فقد ردت على قول ابن زياد حين سألها: «كيف رأيت صنع
الله بأخيك وأهل بيتك»؟. قالت:
«ما رأيت
إلا جميلاً هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك
وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج»([299]) .
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 161