نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 155
ينظرون إلى الحياة بمنظور خاص. وقد يكون الجمال هو الفكرة والعبرة
والتأمل والأنس بها، وقد يكون غير هذا كله.
ومن هنا:
عندما نقف عند الفكر الزينبي نجد أنّ
المفاهيم تختلف عن تلك التي يراها الفلاسفة والمفكرون. والسبب في ذلك يعود إلى فردانية
المفهوم؛ وثانياً إلى تجدده وانسجامه مع الأزمنة وإن تغيرت فيها الرؤى والقراءات.
فلننظر إذن إلى فرادنية المفهوم في
الفكر الزينبي.
أولاً: من حيث الظهور فهو فريد
أيضاً؛ وفردانيته تكمن في الحدث الذي بدا فيه مفهوم الجمال عند العقيلة زينب عليها
الصلاة والسلام.
فقد وقفت في مجلس غاصٍ بالجبابرة
والعتاة والشامتين؛ في مجلس وضعت فيه رؤوس أخوتها وأبنائها وأرحامها وهي امرأة
وحيدة تحيط بها نساء ثكالى وأطفال أطار الرعب عقولها وسمّر الخوف أعينها فغدت لا
تبصر سوى شخص زينب بنت علي أمير المؤمنين عليها السلام. إن بكت بكوا وإن أمسكت
أمسكوا، وإن تكلمت أنصتوا وإن سكتت تأملوا واعتبروا.
في مجلس وقف فيه طاغية عصرها شامتاً
وساخرا وساحراً لعقول أطبق عليها الظلم فغدت بلهاء عوجاء حمقاء تتبع سبيل قوم
مجرمين؛ فكأنه ألقى عليهم عصيه وحباله، وقال بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ثم
التفت إليها قائلاً: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
كلمات خيل إلى كثير من الجالسين
كأنها تسعى!!. فرمتها عقيلة حيدر عليهما السلام بكلمات
تلقف ما يأفكون، فقالت عليها السلام:
«الحمد لله
الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وطهرنا من الرجس تطهيراً، إنما
يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر. وهو
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 155