نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 146
يخططون أثناء القتال لعزله عن حُرمه أي: بنات الرسالة ومن لاذ بهنّ من
نساء الأنصار؛ عندما صاح عمر بن سعد بالجمع: هذا ابن الانزع البطين([282])،
هذا ابن قتال العرب، احملوا عليه من كل جانب.
فأتته أربعة آلاف نبلة، وحال الرجال
بينه وبين رحله فصاح عليه السلام بهم:
«يا شيعة آل
أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم وارجعوا
إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون».
فناداه شمر: ما تقول يا ابن فاطمة؟
قال: أنا الذي أقاتلكم، والنساء ليس
عليهنّ جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حياً([283]).
والخطاب الحسيني على قائله الصلاة
والسلام، يحدد عوامل تقويم السلوك الإنساني، وكفه عن الوقوع في الرذائل؛ وهو في
أشد حالات انكشاف النفس: حيث الاستعانة بالسلطة، والانقياد للشهوة المتأججة في
الحصول على أبخس الأثمان، والتكالب على موضع قدمٍ عند عمال السلطة، ناهيك عن البغض
لآل أبي طالب عليهم السلام.
كل هذا الانكشاف والتعري لهذه النفوس
التي زحفت لقتال ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يمنع الإمام
الحسين عليه السلام من تقديم الموعظة التي تدور مدار الزمن، الذي يتجدد بظهور هذه
الأنفس، ووضع العوامل التي تمكن هذه النفوس من الكف عن الرذيلة.
فقال: «يا شيعة آل أبي سفيان».
وهنا حدد عليه السلام الهوية
العقائدية والحزبية السياسية لهذه
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 146